للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وما لم يكن كذلك لم يجز لأن الشعر في الغالب لا يخلو عن الفواحش والكذب والتزين بالباطل ولو سلم من ذلك فأقل ما فيه اللغو والهذر والمساجد منزهة عن ذلك لقوله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع} [النور / ٣٦] وقد يجوز إنشاده في المسجد كقول القائل:

إذا سقط السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا

فهذا النوع وإن لم يكن فيه حمد ولا ثناء يجوز لأنه خال عن الفواحش والكذب)

(وللحديث الآتي: (إنما بنيت المساجد لما بنيت له)

هو من حديث بريدة عند مسلم وغيره كما يأتي. قال النووي:

(معناه لذكر الله والصلاة والعلم والمذاكرة في الخير ونحوها)

فلم تبن لتناشد الأشعار فيه فكان منهيا عنه (١)

(٧ - نشدان الضالة وطلبها والسؤال عنها برفع الصوت للحديث السابق أيضا: (و (نهى) أن تنشد فيه الضالة)


(١) (فائدة): وأما الحديث الذي أخرجه ابن السني في (عمل اليوم والليلة) (ص ٥٣ رقم ١٥٠) من طريق عباد بن كثير عن يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه عن جده ثوبان مرفوعا بلفظ: (من رأيتموه ينشد شعرا في المسجد فقولوا: فض الله فاك ثلاث مرات) فإنه ضعيف الإسناد عباد بن كثير هو الرملي الفلسطيني (ضعيف) كما في (التقريب). وعبد الرحمن بن ثوبان لم أجد من ترجمه. وقد رواه غير عباد بن كثير عن يزيد فخالفه في متنه وسنده كما يأتي