للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بل الإله في النصرانية جزء من الوثنية النصرانية المثلثة، والمسيح الذي يؤلهه النصارى يختلف عن المسيح الذي يؤمن بنبوته المسلمون؛ إذ مسيح الهدى غير مسيح الضلال، قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: ١٥٧] (١) .

وكذلك الإنجيل الذي تنزل على المسيح عليه السلام ويؤمن به المسلمون يختلف عن هذه الأساطير التي يتداولوها النصارى ويؤمنون بها.

وهذا الحوار الذي دلف من خلاله المنصرون إلى ساحات الأمة الإسلامية (٢) يشككون تارة ويتمسكنون تارة، ويهاجمون تارة ويسالمون أخرى. . نراهم يعيدون النظر في جدوى هذه الوسيلة ومدى تحقيقها للغايات التي قدرت لها، ففي المؤتمر التنصيري المنعقد في كلورادو عام ١٩٧٨ م قدم دانيل آر بروستر بحثا بعنوان: " الحوار بين النصارى والمسلمين وصلته الوثيقة بالتنصير" وبين فيه تاريخ الحوار ومستوياته والأدوار المتغيرة للحوار في كل فترة، كما قدم فيه


(١) سورة النساء، الآية: ١٥٧.
(٢) انظر الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان، د. بكر أبو زيد، ص: ١٠١.

<<  <   >  >>