قلق المنصرين من أن يتحول الحوار إلى وسيلة لإسلام المحاورين من النصارى حيث قال:(والأمر الذي يقلق المنصرين- كما أقلقتهم الموضوعات السابقة- وربما كان أكثر الأمور التي تبعث على القلق- هو مفهوم المحاورة الذي أتقنه مجلس الكنائس العالمي والذي يقول: إن المحاورة التي تتم بأمانة وصراحة وبدون عداوة أو حلول مسبقة، قد تقود إلى كسب النصراني إلى جانب المسلم)(١) .
ورغم هذه المراوحة من جانب النصارى تجاه هذا الأمر، إلا أن الكثير من الباحثين المسلمين فرحوا بهذا الأمر، وتهافتوا عليه، وظنوه بابا من أبواب الدعوة إلى الإسلام- فهلا كان هذا قبل أن يدعو إليه النصارى- ولأن نكون أئمة هدى خيرا من أن نكون تابعين للنصارى في طروحاتهم فنحقق لهم ما يريدون دون أن نشعر.
وهذا الأمر- على أهميته البالغة- لم يأخذ حقه من الدراسة والتمحيص والتحقيق، وإيضاح الحكم الشرعي فيه- حسب علمي- وإن كانت أفردت لذلك دراسات لكنها وقعت في خطأ- فيما أعتقد- حيث نزلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وسير السلف والعلماء المتعلقة بمجادلة أهل الكتاب على الحوار الذي دعا إليه مجلس الكنائس العالمي لغرض معين وهو تنصير المسلمين، وإن لم يتحقق ذلك، فليتحقق ما دون ذلك وهو أن يظفروا باعتراف، أو يخرجوا من