للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانظر يا أخي الداعية إلى الله الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر كيف عالج النبي صلى الله عليه وسلم هذا الداء برحمة ولين ورفق، ما عنفه النبي صلى الله عليه وسلم، وما حمل عليه بقسوة، بل جعل يخاطب عقله، ويقوي في نفسه روح الخير، ويضعف في نفسه نار الشهوة. . .

٣ - روى الإمام مسلم أن معاوية بن الحكم السلمي حدث يوما فقال: «بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه. . . . . ما شأنكم تنظرون إلى؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت، فلما صلى، عليه الصلاة والسلام، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كرهني ولا ضربني ولا شتمني. . . وإنما قال: إن هذه الصلاة لا يصح فيهما شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن، أو كما قال صلى الله عليه وسلم» (١) . فانظر أخي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر كيف أن الدعوة المحببة إلى النفوس يقبلها الإنسان وينشرح لها صدره.

٤ - «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت: قال " ما أهلكك؟ "، قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتق رقبة، فقال: لا أجد، ثم أمره أن يصوم شهرين متتابعين، قال: لا أستطيع، ثم أمره أن يطعم ستين مسكينا، قال: لا


(١) رواه الإمام أحمد.

<<  <   >  >>