خامسا: الفرق بين النهي عن المنكر وتغييره يجدر بنا في نهاية هذا الفصل أن نبين الفرق بين النهي عن المنكر وتغيير المنكر؛ لأن كثيرا من الناس يخلطون بين النهي عن المنكر وتغيير المنكر، وبينهما فروق عديدة من أهمها (١) .
١ - أن تغيير المنكر هو في الحقيقة إزالة عينه كفض مجلس شراب أو إراقة خمر أو أدوات ميسر، أما النهي فوعظ أو تحذير أو تهديد.
٢ - أن التغيير يكون حال قيام المنكر، ووقوعه فحسب، وأما العقوبة على ما وقع أو الزجر على ما يتوقع وقوعه فهو من اختصاص الحاكم. أما النهي فيكون قبله وأثناءه وبعده لا يتوقت.
٣ - أن التغيير يحتاج إلى قدرة واستطاعة خاصة للإزالة الفعلية، أما النهي فيقدر عليه كل إنسان بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
٤ - أن تغيير المنكر - كما صرح بذلك جمهور الفقهاء، فرض كفاية على الأمة، وفرض عين على من علمه واستطاعه أولا، أما النهي عن المنكر فلسهولة القيام به وانتفاء الفتنة عند القيام به، فهو فرض عين على كل مسلم في كل حالة قدر استطاعته.
(١) عبد العزيز عبد الستار، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مصدر سابق، ص ١٥.