المجتمع، ويدرك تيارات الفكر واتجاهات السياسة، ويحرص على إيجاد الحلول الصحيحة للواقع الجديد، وعلى مقاومة الانحرافات بعد معرفتها وإدراك جذورها. . . وليس من الضروري أن يصبح كل داعية كذلك، لكن لا بد أن تنفر من المؤمنين طائفة ليقوموا بهذه الفريضة، وعلى المستوى العام لا بد أن يكون للداعية نافذة على الواقع يدرك خلالها أهم الأحداث المحيطة به ويستطيع أن يكون مرشدا للناس إلى السلوك الصحيح حيالها. وعلى العموم فإن معرفة الداعية لأحوال الناس وظروفهم وخصائص عصرهم تساعد الداعية إلى الله في تحقيق أهداف قيامه بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
[ثامنا القدوة فيما يدعو إليه واجتناب ما ينهى عنه]
ثامنا: القدوة فيما يدعو إليه واجتناب ما ينهى عنه من الأمور اللازمة لنجاح الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يفعل ما يأمر به ويجتنب ما ينهى عنه، وسبق أن أوضحنا في موضوع شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن العدالة ليست شرطا أساسيا للقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنما هي شرط كمال وأدب، واستشهدنا فيما ذهبنا إليه بأقوال بعض العلماء. والذي لا شك فيه أن الداعية إلى الله لا يستطيع أن ينفذ بدعوته إلى مستمعيه ما لم يكن قدوة حسنة، إن مسئولية الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر تجاه أنفسهم أعظم بكثير من مسئولياتهم تجاه المجتمع. . وخطورة التقصير