للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه نماذج من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبين لنا كيف كان صلى الله عليه وسلم يأمر وينهى بالرفق واللين واللطف. . . فليكن لنا أسوة وقدوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، نتعلم منه كيف نأخذ بأيدي العصاة إلى طاعة الله.

إن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها، وقد تدفعها القسوة والشدة أحيانا إلى المكابرة والإصرار والنفور فتأخذها العزة بالإثم، ولا يقصد بالرفق واللين واللطف في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المداهنة والرياء والنفاق (١) وإنما يقصد بها بذل النصح وإسداء المعروف بأسلوب دمث مؤثر يفتح القلوب ويشرح الصدور، وبخاصة إذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موجها (لجماعة المسلمين) فإنه لا ينبغي بحال مخاطبتهم بالتوبيخ والتقريع والعنف ما دام ينفع النصح والوعظ والإرشاد، وقد أوضحنا هذا المعنى عند الحديث عن الدرجات التنفيذية لتغيير المنكر وإزالته.

إن الداعية الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الناجح، يستهوي القلوب بلطفه ولينه ورقته وهدوئه وحبه للناس وتآلفه معهم، فالمؤمن بطبعه آلف ومألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ألا إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجالس يوم القيامة أحسنكم أخلاقا


(١) للمزيد من المعلومات انظر - فتحي يكن، مشكلات الدعوة والداعية، بيروت، مؤسسة الرسالة، ١٤٠٥ هـ، ص١٢٠ وما بعدها.

<<  <   >  >>