للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرعت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " (١) .

ولقد بلغ اهتمام المسلمين بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأن تبنت الدولة الإسلامية بشكل رسمي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأقامت ولاية الحسبة، لهذه المهمة، وكانت هذه الولاية منبثقة عن رئيس الدولة ومتصلة به مباشرة. وولاية الحسبة كما عرفها علماء المسلمين: " أمر بمعروف ظهر تركه ونهي عن منكر ظهر فعله " (٢) .

وقد ذكر عدد من الباحثين (٣) ما يفيد بأن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هو مؤسس نظام الحسبة. يقول القلقشندي: " وأول من قام بهذا وصنع الدرة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه في خلافته ".

وفي العصر العباسي ازدهرت الحياة الاجتماعية، واتسعت التجارة ونمت حركة الأسواق، وتعددت المهن وبرزت ولاية الحسبة قوية السلطة. يقول الإمام الماوردي: " لما اتسع نطاق التجارة وأصبحت موردا لأهل الأعواز من كافة البلاد يتناولون فيها حاجتهم من المال، وقع غش فاحش في التجارة، وصارت الصيارف من اليهود وغيرهم يعطون مالهم بالربا،


(١) الحسبة في الإسلام، ص ١٤ - ١٥.
(٢) للمزيد من المعلومات انظر: الماوردي، الأحكام السلطانية ص ٢٤٠، وكتاب الأحكام السلطانية للفراء الحنبلي، ص ٢٨٥، نهاية الرتبة في طلب الحسبة لعبد الرحمن بن نصر الشيرزي، ص ١٠.
(٣) انظر - القلقشندي، صبح الأعشى، ج ٥، ص ٤٥١ - ٤٥٢. وعمر رضا كحالة، مباحث اجتماعية في عالمي العرب والإسلام، دمشق، مطبعة الحجاز، ١٣٩٤ هـ، ص ٢٥٩.

<<  <   >  >>