للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشريعة وأصل عظيم من أصولها، وركن مشيد من أركانها وبه يكمل نظامها ويرتفع سنامها " (١) .

وقد بدأ الإمام الغزالي حديثه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوله: (الباب الأول في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفضيلته والمذمة في إهماله وإضاعته، ويدل على ذلك إجماع الأمة عليه، وإشارة العقول السليمة والآيات والأخبار والآثار) (٢) .

والخلاصة أن علماء الإسلام قديما وحديثا أجمعوا على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب مستدلين على ذلك بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ويجدر بنا في هذا المقام أن نشير إلى المفهوم الصحيح للآية الواردة في سورة المائدة وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: ١٠٥] (٣) هذه الآية الكريمة لا تدل على عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد صحح أبو بكر - رضي الله عنه - الفهم الخاطئ، فقد روى أبو داود - رحمه الله - في سننه بإسناده عن قيس قال: " قال أبو بكر بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: ١٠٥] وتضعونها على غير موضعها "، قال عن خالد: وأنا سمعنا


(١) فتح القدير، جـ ١، ص ٢٣٧.
(٢) إحياء علوم الدين، جـ١، ص ٣٠٦، دار المعرفة، بيروت.
(٣) سورة المائدة، الآية ١٠٥.

<<  <   >  >>