للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمسك صاحبه ولا يتكلم ويمكن رفعه، ولكن المشكلة كل المشكلة في حال الجاهل المركب، إن هذا الجاهل المركب لن يسكت بل سيتكلم ولو على جهل وحينئذ يكون مدمرا أكثر مما يكون منورا. . . إن الدعوة إلى الله على غير علم خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن اتبعه. . استمعوا إلى قول الله تعالى آمرا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، حيث قال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: ١٠٨] (١) فقال: أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، أي أن من اتبعه صلى الله عليه وسلم، فإنه لا بد أن يدعو إلى الله على بصيرة لا على جهل، وتأمل أيها الداعية لله قول الله تعالى (على بصيرة) أي على بصيرة في ثلاثة أمور:

١ - على بصيرة فيما يدعو إليه بأن يكون عالما بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه؛ لأنه قد يدعو إلى شيء يظنه واجبا وهو في شرع الله غير واجب، فيلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به، وقد يدعو إلى ترك شيء يظنه محرما وهو في دين الله غير محرم فيحرم على عباد الله ما أحل الله لهم.

٢ - على بصيرة من حالة المدعو، ولهذا «لما بعث النبي صلى الله عليه سلم معاذا إلى اليمن قال له: إنك ستأتي قوما أهل كتاب» ، ليعرف حالهم


(١) سورة يوسف، الآية ١٠٨.

<<  <   >  >>