المهمات، ودعء الضرورة إلى معرفته في الجليل من الوقائع والملمات، وكان المعز الاشرف العالي المولوي الأمير الكبيري النصيري الزعيمي النظامي المدبري المشيري الأصيلي الكفيلي العزيزي أبي المحاسن يوسف العثماني الأموي القرشي عزيز المملكة المصرية وسفيرها، ومدير الممالك الاسلامية ومشيرها، بلغه الله تعالى من منتهى أربه غاية الأمل، ورفع قدره فوق السماكين وقد فعل، قد ألقى إليه من الممالك الاسلامية مقاليدها، ودانت له الاقطار المتقاعسة قريبها وبعيدها، وانقادت له شم الانوف الأبية فأتوه طائعين، وتليت عليهم زبر سطوته القاهرة فظلت أعناقهم لها خاضعين، وغلت بكفه الاكف العادية، واستؤصلت بسيفه القاضب شأفة أهل الفساد فهل ترى لهم من باقية، وحمى الديار فلا يغلق بابه إلا ضعيف اليقين، وأمنت بانتشار صيته المسالك فقيل سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين.
وعودر الليث مرتاعاً لسطوته ... وحاذر الذئب قرب الشاة من رهب
وصرفت بتصريفه أمور الدولة فجرت على السداد، ونفذت بتنفيذه أمورها فأربت مقاصدها بحمد الله على المراد.
وإن أمور الملك أضحى مدارها ... عليه كما دارت على قطبها الرحى
وأتى من تدبيره الملك بما اطلع نجومه الأوافل، وفرغ من فروض المملكة فأتى بالنوافل، فأخذ في عمارة ما درس من المعزية القاهرة وباد، وتجديد ما وهي من جوانبها بمر الزمان أو كاد. حتى فاقت ببهجته الاسكندرية التي بناها الاسكندر، وقالت: ليت هذا الجمال وافاني حين قلدني عقد الترصيف جوهر، وأبدل قصر الفاطميين من اللبن الخاشع جلامد الصخور، وأعاضه من رث الصنعة ما يروق رونقه العيون، ويشفى ببهجته الصدور، وأعقبه من التشيع اكتساب السنة، وكسبه رفض الرفض فكان