للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكِنَّهُ المَوْتُ الذي قَهَرَ الوَرَى ... فما مِنْهُمُ إلَّا مُجيبٌ لِداعِيهِ

إذا عَدِمَ الإسلامُ أشْرَفَ أهْلِهِ ... فحُقَّ لَنا فى ذا المُصاب نُعَزِّيهِ

فَحَيَّا الحَيَا قَبراً بهِ راحَ ساكِناً ... ليُرْوَى [ثَرَى] (١) ذاكَ الضَّريح وَواديهِ (٢)

ورثاه الفقيهُ الفاضلُ الإمامُ الصدرُ الرئيسُ الأديبُ نجم الدين أبو العباس أحمد ابن شيخنا عماد الدين أبي عبد الله محمد بن أمين الدين سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صَصْرى التَّغْلِبي (٣) -بالتاء المثنَّاة والغين المعجمة- البلدي في شعبان سنة ست وسبعين وست مئة.

وعَتبَهُ بعضُ مشايِخِهِ على ذلك، فبلغَني أنَّه أجابَ عَتَبَهُ بأنَّكَ إذا مُتَّ رَثَيْتُكَ بأحسنَ منها.

فلما كان في سنة اثنتين وسبع مئة؛ وليَ قضاءَ القضاةِ بالشام، فتفضَّلَ، وحضرَ مَجْلِسي للحديث بدار الحديث النورية -رحم الله واقِفَها-[في جُمادى الأولى] (٤)، فأمرتُ قاريءَ الحديث أن يقرأها عليه؛ ليسمعَها الحاضرون منه، وتبركاً بذكر الشيخ -قدس الله روحه- وسمعتُها معهم [٤٢] لأرويها عنه لمن طلب ذلك -إن شاء الله تعالى-/.

وتجوز الرواية عن الأحياء بلا كراهة عند جمهور العلماء، وكرهها الشافعي رحمه الله خوف نسيان المروي عنه، واتهام الراوي، والله أعلم.


(١) ما بين المعقوفتين من هامش الأصل.
(٢) انظر: "المنهاج السوي" (ص ٨٨).
(٣) انظر ترجمته في: "البداية والنهاية" (١٤/ ١٠٦)، و "فوات الوفيات" (١/ ١٢٥)، و "الدرر الكامنة" (١/ ٢٦٣).
(٤) ما بين المعقوفتين من هامش الأصل.

<<  <   >  >>