للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أخبرني مَن أثِقُ بخبرِهِ وصلاحِهِ، وكراماتِه وفَلاحِه؛ أنَّك إنْ لم تُبادرْ بالتَّوْبَةِ؛ حلَّ بك عقوبةٌ عاجلةٌ، تكونُ بها آيةً لمَن بعدكَ، لا يأثَمُ بها أحدٌ مِن النَّاسِ، بل هو عدلٌ من الله تعالى، يوقِعُهُ بكَ؛ عبرةً لمَنْ بعدَكَ، فإنْ كنتَ ناظراً لنفسِكَ؛ فبادرْ بالرُّجوعِ عن سوء فعالِك، وتَدارَكْ ما أسْلَفْتَهُ مِن قبيحِ مقالِك، قبلَ أنْ يَحِلَّ بكَ ما لا تُقالُ فيهِ عَثَرَتُك، ولا تغترَّ بسلامَتِك وثروتك ووصلتِك، وأفْكِرْ في قول القائل:

قَدْ نادَتِ الدُّنْيا على نَفْسِها ... لَوْ كانَ في العالَمِ مَنْ يَسْمَعُ

كَمْ واثِقٍ بالعُمْرِ وارَيْتُهُ ... وجامِعٍ بَدَّدْتُ ما يَجْمَعُ

والسَّلام على مَن اتَّبَع الهدى، والحمد لله رب العالمين (١).

...

[٢٠ - فصل]

ذكر لي صاحِبُنا الشيخُ أبو العبَّاس أحمد ابن الشيخ أبي عبد الله [٩١] محمد بن/ الحسن بن سالم الشافعي (٢) -جعَلَ الله في بقيَّتِه البركة- غير مرَّة قال: "ذكر لي الشيخُ الصالحُ الصدوقُ المُعَمَّرُ أبو القاسم بن عُمَيْر المِزِّي -وكان من الأخيار-: أنه رأى فيما يرى النَّائِم بالمِزَّةِ راياتٍ كثيرةً؛ قال: وسمعتُ نوبةً تُضْرَبُ، فتعجَّبْتُ من ذلك! فقلتُ:


(١) انظر: "ترجمة الإمام النووي" (ص ٣٦ و ٥٠ - ٥٥) للسخاوي، و"الإمام النووي" (ص ١٤٩ - ١٥٨) لعبد الغني الدَّقْر، و"الإمام النووي وأثره في الفقه الإسلامي" (ص ٦٦ - ٧١).
(٢) انظر ترجمته في "الدرر الكامنة" (١/ ٢٤٣).

<<  <   >  >>