للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَتَى ذَكَرْنَاك قَدْ فاضَتْ مَدامِعُنا ... حَتى جَرَتْ مِن دموعِ العَيْنِ غُدْرانُ

يَنُوحُ كُل امرىءٍ مِنْ فَرْطِ لَوْعَتِهِ ... حَتَى لَقَدْ قَرِحَتْ بالدمْعِ أجْفانُ

مَن لا يَنوحُ إذا باتَتْ أحِبتهُ ... أوْ لا يَسيلُ على خَدَّيْه عِقْيانُ/ [٨٠]

الناسُ طُرّاً على ذِكْراكَ [في] (١) حُرَقٍ ... وليسَ يَعْرِضُ في ذِكْراكَ نِسْيانُ

قَدْ سالَ بَحْرُ دماءٍ مِن لواحِظِهِم ... مُذْ قامَ مُكْتَئِباً يَرْثيكَ (عُثْمانُ)

عَساكَ تَشْفَعُ فيهِ حَيْثُ قامَ غَداً ... لِيَنْمَحِي ذَنْبُهُ فاللهُ رَحْمانُ

فإنهُ مُذنِبٌ عاصٍ ومُعْتَرِفٌ ... وقد ْمَلا صُحْفَهُ سُوءٌ وعِصْيانُ

يا نَفْسُ لا تُخْدَعي باللهْوِ واتَّعِظي ... فإن رِبْحَكِ عندَ اللَّهْوِ خُسْرانُ

كَمْ مِن أناسِ مِن الأخْبار قَدْ عُدِموا ... كأنَّهُمْ ساعةً في الدَّهْرِ ما كانوا

لا تَطْمَعي في البقايا نَفْسُ بَعْدَهُمُ ... فإن كُل الوَرَى في الدَّهْرِ ضِيفانُ

...

[١٨ - فصل]

لما توفِّيَ رحمه الله ودُفِنَ؛ أرادَ أهلُهُ وأقاربهُ وجيرانُه أن يبنوا على ضريحه قُبَّةً، وأجمعوا على ذلك؛ إذ جاء رحمه الله في النوم إلى أكبر امرأةٍ من قرائبه -أظنُّها عمَّتَه- وقال لها: "قولي لأخي والجماعة لا يفعلوا هذا الذي قد عَزَموا عليه من البنيان؛ فإنه كُلما بنوا شيئاً؛ يُهْدَمُ عليهم".

فانتبهَتْ منزعجةً، فقصَّتْ عليهم الرُّؤيا، فامتنعوا من البنيان، وحوَّطوا على قبره بحجارةٍ تمنع الدَّوابَّ وغيرها (٢).


(١) ما بين المعقوفتين من هامش الأصل.
(٢) نقله عن المصنف: الذهبي في "تاريخ الإسلام" (ورقة ٥٨٠)، والسيوطي في "المنهاج السوي" (ص ٨٠)، والسخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (ص ٧٦). =

<<  <   >  >>