للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ست وسبعين وست مئة، ثم توفي ليلة الأربعاء المتقدم ذكرها (١) الرابع والعشرين من رجب.

فبينما أنا نائم تلك الليلة؛ إذ منادٍ ينادي على سدة جامع دمشق في يوم الجمعة: الصلاة على الشيخ ركن الدين الموقع، فصاح الناس [٢٢] لذلك النداء، فاستيقظتُ، فقلتُ: إنا لله/ وإنا إليه راجعون.

فلم يكن إلا ليلة الجمعة عشية الخميس؛ إذ جاء الخبرُ بموته فنودي يوم الجمعة عقب الصلاة بموته، وصُلِّيَ عليه بجامع دمشق، فتأسَّفَ المسلمون عليه تأسُّفاً بليغاً؛ الخاصُّ والعام، والمادحُ والذَّامُّ (٢)، ورثاه الناسُ بمراثي كثيرة، سيأتي ذكرها آخر هذا الكتاب.

...

[١٦ - فصل]

وكان مواجهاً للملوك والجبابرة بالإنكار، ولا تأخذه في الله لومةُ لائم، وكان إذا عجز عن المواجهة؛ كتب الرسائل، وتوصل إلى إبلاغها، فمما كتبه وأرسلني في السعي فيه وهو يتضمن العدل في الرعيَّة، وإزالة المكوس عنهم، وكتَبَ معه في ذلك شيخنا شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر شيخ الحنابلة، وشيخنا العلامة قدوة الوقت أبو محمد عبد السلام بن علي بن عمر


(١) في (ص ٤٣).
(٢) نقله عن المصنف: الذهبي في "تاريخ الإسلام" (ورقة ٥٧٩)، والسخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (ص ٧٤)، والسيوطي في "المنهاج السوي" (ص ٧٨ و ٧٩).

<<  <   >  >>