للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (٧)} [محمد: ٧] (١).

وقوله تعالى: {وَكاَن حَقَّا علينَا نَصْرُ اَلْمُؤمنِينَ} (٢).

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: "لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتى ظاهرين على الحق، لا يضرُّهم خذلان من خذلهم" (٣).

والمراد بهذه الطائفة أهل العلم؛ كذا قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه وغيره من أولي النُّهى والفهم (٤).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "والله فى عون العبدِ ما كانَ العبدُ/ في عونِ أخيه" (٥). [٩٠]

هذا فيمَنْ كانَ في عْونِ واحدٍ من النَّاس، فكيفَ الظَّنُّ بمَنْ هُو في عَوْنِ المسلمين أجمعينَ؛ مع إعظامِ حُرُماتِ الشَّرْعِ، ونصيحة السلطان، وموالاته، وبذل النَّفس في ذلك؟!

واعْلَمْ أني والله لا أتعرَّضُ لك بمكروهٍ سوى أني أبْغِضُكَ لله تعالى، وما امتناعي عن التعرُّض لك بمكروهٍ عن عجزٍ، بل أخافُ الله ربَّ العالَمين من إيذاءِ مَن هُو مِن جملةِ الموحِّدين.


(١) سورة محمد، الآية: ٧.
(٢) سورة الروم، الآية: ٤٧.
(٣) أخرجه البخاري في "الصحيح" (١٣/ ٢٩٣) (رقم٧٣١١)، ومسلم في "الصحيح"
(٣/ ١٥٢٣)، وغيرهما؛ بنحوه من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -.
والحديث وارد عن جمع من الصحابة، بلغ عددهم ستة عشر نفساً من الصحابة، وعُدَّ من الأحاديث المتواترة؛ كما قال شيخ الإسلام في "اقتضاء المراط المستقيم" (ص ٦)، وانظر "نظم المتناثر" (ص ٩٣).
(٤) وكذا قال عبد الله بن المبارك، وعلي بن المديني، والبخاري، وأحمد بن سنان، وغيرهم.
راجع "شرف أصحاب الحديث" (ص ٢٦ - ٢٧) للخطيب البغدادي.
(٥) أخرجه مسلم في "الصحيح" (٢٦٩٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>