للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانْظُرْ لِنَفْسِكَ أيها المَغْرورُ مِن ... يَوم يَطولُ على النفوسِ حِسابُها

[٤٨] في مَوْقِفٍ للنَّاسِ صَعْب لَمْ تُفِدْ ... أحسابُها فيهِ ولا أَنْسابُها/ [٤٨]

واسْلُكْ كـ (مُحْيي الدينِ) سُبْلَ سَلامَةٍ ... تُقْصيكَ مِن نارٍ يَدُومُ عَذابُها

عَزَفَتْ عنِ الدُنْيا الدنيةِ نَفْسُهُ ... وهِيَ التي عَدَدُ الحصى خُطَّابُها

وتَخَيَّرَ الباقي على الفانِي وما ... أَصْباهُ مِنْها حَلْيُها وخِضَابُها

أَطْنَبْتُ في نَظْمي المَراثيَ بَعْدَهُ ... لَوْ كَانَ تَشْفِي غُلتي إِطْنابُها

فَسَقَى ضَرِيحاً حَلَّ فيهِ رَحْمَةٌ ... يَهْمِي على كَرِّ العُصورِ سَحَابُها

وأَحَلَّه الرَّحْمنُ عالِيَ جَنَّةٍ ... مَأُنوسَةٍ رِضْوانُهُ بَوابُها (١)

ورثاه قاريء دار الحديث الأشرفية، والآخذ عنه، الشيخ، الفاضل، المحدِّثُ، أبو الفضل، يوسف بن محمد بن عبد الله (٢) الكاتب، الأديب، المصري، ثم الدمشقي، وقال: "نَظَمْتُها راثياً مشايخي -رحمَهُم الله تعالى-".

وسَمِعْتُها مِن لَفْظِهِ:

الحَمْدُ للهِ العَظِيمِ الهَادي ... جَلَّتْ مَحامِدُهُ عَنِ التَّعْدادِ

رَبٌّ عَلا في مَجْد وجَلالِهِ ... عَنْ مَنْ يُضاهِيهِ مِن الأنْدادِ

جَل الذي هُو واحِدٌ في مُلْكِهِ ... مِن غَيْر صاحِبَةٍ ولا أَوْلادِ

خَلَقَ الوَرَى والخَلْقَ إِظْهارَاً لِما ... يَخْفى مِن المُلْكِ العَظيمِ البادِي

قَسَمَ الخَلائِقَ كَيْفَ شاءَ فَكُلُّهُم ... مُلْكٌ له مِن رائِح أوْ غادِي

[٤٩] فَقَضى لِمَنْ قَدْ شاءَ بالإبْعادِ ... وقَضَى لِمَنْ قَدْ شاَءَ بالإسْعادِ/

وقَضاؤه عَدْلٌ فَلَيْسَ بجائِرٍ ... إذ كانَ مالِكَهُم بِلا تَرْدادِ


(١) انظر: "المنهاج السوي" (ص ٨٩ - ٩٠).
(٢) انظر ترجمته في: "فوات الوفيات" (٢/ ٣٢٥)، و"الدرر الكامنة" (٥/ ٢٤٥)، و"النجوم الزاهرة" (١١/ ١٠٠)، و"المعجم المختص بالمحدثين" (ترجمة رقم ٣٨٣)، و"شذرات الذهب" (٥/ ٣٩٤).

<<  <   >  >>