للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حُقَّ البُكاءُ على الأنامِ لِفَقْدِهِم ... حُزْناً وحُقَّ تَفَتتُ الأكْبادِ

تَرَكُوا مَنازِلَهُم وسَارُوا سُرْعَةً ... تَتْرى كَأنَّهُم حَدَاهُم حادِي

غَدَتِ المَنونُ عليْهِمُ فتَتابَعوا ... فكأنَّما كانوا على مِيْعادِ

ماذا أؤمِّلُ بَعْدَهم مِن لَذَّةٍ ... تَبْقى وهُمْ كانوا جَميعَ فُؤادِي

[يا صائِراً هذا المَصيرَ أَلا اسْتَفِقْ ... مِنْ غَفْلَةٍ تُرْدِي وطُولِ رُقادِ] (١)

واعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ سُكْناكَ الثَّرَى ... وتَصِيرَ في لَحْدٍ مِن الألْحادِ

لا تستطيعُ إذاً لِنَفْسِكَ حِيْلَةً ... واحْذَرْ إِلهَكَ فهْوَ بالمِرْصادِ

ما النَّاسُ إلا غافِلونَ عِنِ الهُدى ... في هذهِ الدُنْيا سِوى الزُّهادِ/ [٥٢]

يا رَبِّ فاجْبُرْ كَسْرَها فيمَنْ مَضَى ... مِنْهُم وأيْقِظْنا للاسْتِعْدادِ

واختِمْ لنا بالخَيْرِ عنْدَ مَماتِنا ... أنْتَ الكَريمُ ومَلْجأ القُصَّادِ

والحَمْدُ للهِ المُهَيْمِنِ دَائماً ... ثُمَّ الصَّلاةُ على النَّبيِّ الهَادِي

والآلِ والأصْحابِ ثُمَّ سَلامُهُ ... ما غَرَّدَتْ وُرْقٌ على الأعْوادِ (٢)

وقال الأديبُ الفاضلُ المحدِّثُ أبو الحسن عليُّ بن المظفر بن إبراهيم الكِنْديُّ (٣)، يرثي شَيْخَنا الإمامَ العلاَّمَةَ الحافظَ المُفْتي الزاهدَ الورعَ أنموذجَ الطِّرازِ الأوَّل، محيي الدين يحيى النواوي الشافعي -رضي الله عنه-، متقرباً بذلك إلى الله سبحانه وتعالى:

لَهْفِي عَلَيْهِ سَيِّداً وحَصُورا (٤) ... سَنَداً لأعلامِ الهُدَى وظَهِيرا


(١) هذا البيت من هامش الأصل.
(٢) ذكر أبياتاً يسيرةً منها: السيوطي في "المنهاج السوي" (ص ٩٠ - ٩١).
(٣) انظر ترجمته في: "البداية والنهاية" (١٤/ ٧٨)، و "فوات الوفيات" (٣/ ٩٨)، و "تذكرة الحفاظ" (٤/ ١٥٠٣)، و"العبر" (٤/ ٤٣)، و"المعجم المختص" (رقم ٢١٦)، و"الدرر الكامنة" (٣/ ١٣٠ - ١٣٣)، و"النجوم الزاهرة" (٩/ ٢٣٥)، و "شذرات الذهب" (٦/ ٣٩).
(٤) يشير إلى أنه عاش عَزَباً لم يتزوَّج.

<<  <   >  >>