للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تَحْسَبيهِ مِن الهِضاب فإنهُ ... -لمن الجبال- هو المنيعات الذُّرى

عَلاَّمَةٌ ولَئِنْ يَكُنْ علماؤنا ... جُمَّا فكل الصيد في جوف الفرا (١)

(يَحْيَى) وما أدْراكَ ما (يَحْيىَ) إذا ... عُدَّتْ مآثره التي لن تحصرا

لله قَبْرٌ عَنْ مَيامِنِ جاسِم (٢) ... واروا به جثمان أشعث أغبرا

أَتُرَى الذي واراه في ذاكَ [العَراً] (٣) ... أدرى لمن وارى به أم ما درى

قَبَروا الفَضَائِلَ كُلَّها في لَحْدِهِ ... والفضل ما من حقِّه أن يقبرا

ومُغسِّلٍ ماذا أرادَ بغُسْلِهِ ... إذ كان من دنس الذنوب مطهرا

هذا الثناءُ عليكَ (يَحْيى) دائماً ... منا فطيَّبه الإله وكثَّرا

ولَئِنْ تَمُتْ أحْيَيْتَ مَجْداً لم يَخَفْ ... بتغيُّر الأيام أن يتغيَّرا

ولَئِنْ تَكُنْ وُدِّعْتَ غَيْرَ مُذَمَّمٍ ... وحصلت فيما بين أطباق الثرى

لَكَ أسْوَةٌ بالمُصْطَفى المُعْطَى بِيَو ... م العرض هذاك اللِّوا والكوثرا/ [٧٦]

ولَقَدْ عَلِمْتَ بأنَّ تلْكَ سَجِيَّةٌ ... من عادلٍ ساوى (٤) بها بين الورى

ساوى (٤) بها بَينَ الحَقيرِ وبَيْنَ مَن ... بالمجد والعزِّ ارتدى وتأمَّرا

ولحِقْتَ فَضْلاً مَن تَقَدَّمَ حَيْثُ [مِن] (٥) ... أعمارهم قد كان عمرك أقصرا

لَم يُثْمِرِ العِلْمُ الشريفُ لعالِمٍ ... فيما رأينا مثل ما لك أثمرا

وقَّرْتَهُ بالزُّهْدِ ثُمَّتَ بالتُّقَي ... فنرى كما وقَّرته لك وقرا

وسَهِرْتَ إذ نِمْنَ العُيونُ وإنَّهُ ... عند الصباح ليحمد القوم السُّرَى

ولَتِلْكَ مَوْهِبَةٌ خُصِصْتَ بها ولو ... كانت بتشميرٍ لكل شَمَّرا

ولَقَدْ تَرَكْتَ الأهْلَ والأصْحابَ في ... موتٍ لفقدك لو تشاهد أحمرا


(١) هو مثل يُضرب لمن استولى على أعلى شيء وأحسنه.
(٢) جاسم: بلدة في حوران.
(٣) ما بين المعقوفتين من هامش الأصل.
(٤) في الأصل: "واسي"!!
(٥) ما بين المعقوفتين من هامش الأصل.

<<  <   >  >>