للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغريب ألفاظه وصحيح معانيه، واستنباط فقهه، حافظاً لمذهب الشافعي وقواعده وأصوله وفروعه، ومذاهب الصحابة والتابعين، واختلاف العلماء، ووفاقهم، وإجماعهم، وما اشتهر من ذلك جميعه، وما هُجر، سالكاً في كلِّها ذكر طريقة السلف، قد صرف أوقاته كلها في أنواع العلم والعمل، فبعضها للتصنيف، وبعضها للتعليم، وبعضها للصلاة، وبعضها للتلاوة، وبعضها للأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر (١).

ذكر لي صاحبُنا أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي الفاضل -نفع الله به- في حياة الشيخ رحمه الله قال: "كنتُ ليلةً في أواخر الليل بجامع دمشق، والشيخ واقف يصلي إلى سارية في ظلمة، وهو يردِّدُ قوله تعالى: {وَقِفُوهُم إنَهُم مَسئولُونَ} (٢)؛ مِراراً، بحزنٍ وخشوعٍ، حتى حصل عندي من ذلك شيءٌ الله به عليم" (٣).

وكان حمه الله إذا ذكر الصَّالحينَ؛ ذكرهم بتعظيم وتوقير واحترام، وسوَّدهم، وذكر مناقبهم وكراماتهم (٤).

...


(١) نقله عن المصنف: الذهبي في "تاريخ الإسلام" (ورقة ٥٧٦ - ٥٧٧)، والسخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (١١و ١٢)، والسيوطي في "المنهاج السوي" (٤٢ و ٤٣)، والذهبى في "تذكرة الحفاظ" (٤/ ١٤٧٢)، وغيرهم.
(٢) سورة الصافات، الآية: ٢٤.
(٣) نقله عن المصنف: الذهبى في "تاريخ الإسلام" (ورقة ٥٧٧)، والسخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (ص ٣٦)، والسيوطي في "المنهاج السوي" (ص ٤٣ و ٤٤).
(٤) ومن بديع صنيعه في التوقير منهجه في الرد على (المعتبرين) من العلماء في سائر كتبه، وأفصح عن ذلك في آخر كتابه "الأذكار" تحت (باب: في ألفاظ حكي عن جماعة =

<<  <   >  >>