للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- أو عن غيرهما، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن قال لا إله إلَّا الله خالصًا من قلبه، دخل الجنَّةَ" (١)، "مَن أحيا أرضًا ميتة، فهي له" (٢).

ومنه قوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٨٢] إذا قلنا بصحة إطلاق لفظ "شيء" عليه تعالى، وكذا: {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شّيْءٍ} [الرعد: ١٦] فإنه وإنْ دخل لفظًا بناء على هذه القاعدة لكنه خارج قطعًا؛ إما بالعقل أو بغير ذلك كما سنذكره في مسألة التخصيص بالعقل.

وخرج بقيد "أن يكون اللفظ صالحًا لدخوله فيه" ما إذا كان بلفظ المخاطبة: نحو: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم" (٣). بل ولو قُلنا في الأمر والنهي: إن الآمِر والناهي يدخلان فيهما لكن إذا كان بلفظ الخطاب لا يدخلان، نحو: "لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول" (٤). بخلاف نحو: "من نام فليتوضأ" (٥)، فإن القائل بدخول الآمِر والناهي يقول هنا بالشمول.

نعم، الخلاف في الخبر وفي الأمر والنهي محله إذا لم يَقُم دليل على الدخول في الحكم، فإنْ كان كذلك فالشمول بذلك الدليل قطعًا.

واعلَم أنَّه يجري مع وجود لفظ الخطاب ما سبق مِن خلاف الحنابلة في أن الخطاب مع


(١) مسند أحمد (٢٢١١٣)، صحيح ابن حبان (٢٠٠) وغيرهما، ولفظ ابن حبان: (مَنْ شَهِدَ انْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ). قال الألباني: صحيح. (التعليقات الحسان: ٢٠٠).
(٢) سنن أبي داود (٣٠٧٣)، سنن الترمذي (١٣٧٨) وغيرهما. قال الألباني: صحيح. (إرواء الغليل: ١٥٥٠).
(٣) صحيح البخاري (٥٧٥٧)، صحيح مسلم (١٦٤٦).
(٤) سبق تخريجه.
(٥) سنن أبي داود (٢٠٣)، سنن ابن ماجة (٤٧٧)، وغيرهما. قال الألباني: حسن. (إرواء الغليل: ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>