لَقَد لَحقَ بَعضَ مَخطُوطاتِ هَذَا المَجمُوعِ اضطِرابٌ في تَرتِيبِ أَورَاقِهَا، جَاءَت مِن خطَأِ مجَلِّد المَجمُوعِ في أوَائِلِ هَذَا القَرنِ، عَلَى الأَرجحِ، وَلَعلَّ مِن حُسنِ الطَّالِعِ أَنهُ لَم يَلحَق بِمَخطُوطَةِ الوَاسطِيِّ اضطِرابٌ مَا في تَرتِيبِ أَورَاقِهَا، فَهِي مَنسُوقةُ التَّتَابعِ. وَتعَرضَت بَعضُ سُطورِ المَجمُوعِ إِلَى طَمسٍ مِن أَثرِ رُطوبَةٍ، إِلَّا أَنَّ مَخطُوطَةَ الوَاسطِيِّ سَلِمَت مِنهَا، وَلَم يَعتَوِرَهَا طَمسٌ وَلَا نَقصٌ، أَمَّا أَكلُ الأَرَضَةِ الَّذِي تَعرَّضَ لَهُ المَجمُوعِ فَهُو قَليلٌ، لَم يَصِل إِلَى سُطُورِهِ المَكتُوبِةِ.
وَجَاءَت مَخطُوطَةُ (فَضَائِلُ بَيتِ المَقدِسِ)، مَوضُوعُ هَذِهِ المَقالَةِ، الرَّابعَةَ في تَرتِيبِهَا مِن بَينِ المَجمُوعِ، وَابتُدأَ بِترقِيمِهَا في أَعلَى الأَورَاقِ، وهُوَ التَّرقِيمُ الأَقدَمُ مِن وَرَقةِ ٣٧ إِلَى وَرَقةِ ٦١، أمَّا تَرقِيمُهَا الأَحدَثُ، وهُوَ أَسفلُ الصَّفحَاتِ، فَابتُدِأَ مِن صَفحَةِ ٦٦ إِلَى صَفحَةِ ١١٤، وَبِهَذَا أَتمَّت المَخطُوطَةُ ٢٥ وَرقَةً، أَو ٤٩ صَفحَةً.
وَسبَقَ هَذِهِ المَخطُوطَةَ في المَجمُوعِ، وَهِي الثَّالثَةُ فِيهِ، كِتابُ (فَضائِلُ الشَّامِ وَفَضلُ دِمشقَ) لأَبِي الحَسنِ عَلِيِّ بنِ محمَّدِ بنِ شُجاعٍ الرَّبَعيِّ المَالكِيِّ، المُتوفَّى ٤٤٤ هـ، الَّذِي حَقَّقَه الدُّكتُورُ صَلاحُ الدِّينِ المُنَجدِ، وَنَشرهُ في دِمشقَ عَامَ ١٩٥٠ م، عن نُسخَةٍ أُخرَى دُونَ أَن يَطَّلعَ عَلَى هَذِه النُّسخَةِ.
وتَلَا مَخطُوطةَ الوَاسطِيِّ، مِنَ الفَضائِلِ أَيضًا، وهِي الخَامسةُ في المَجمُوعِ، كِتابُ (فَضَائلُ مِصرَ) لِعمرَ بنِ يُوسفَ بنِ يَعقُوبَ الكِنديِّ، مِن رِجَالِ القَرنِ الرَّابعِ الهِجريِّ، وهِيَ ناقِصةٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute