للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمَّا بقيَّةُ المَخطُوطَاتِ في المَجمُوعِ، فَالتِّسعُ الأَخِيرةُ مِنهَا لِابنِ أَبِي الدُّنيَا، عَلَى نَحوِ مَا ذَكَرنَا سَابقًا، وَمَخطُوطَتانِ أُخرَيَانِ، الأُولَى وَالثَّانيَةُ، لَا يَهمُّنَا ذِكرُهمَا هُنَا.

وَلَم يُذكَر في آخِرِ مَخطُوطَةِ الوَاسطِيِّ ـ كمَا هِيَ عَادةُ النُّساخِ ـ سَنةُ نَسخِهَا، وَلكِنَّنَا نَستَطِيعُ القَولَ أَنَّهَا نُسخَت سَنَةَ ٥٨٣ هـ، أَو بَعدَ ذَلكَ بِقلِيلٍ؛ لِأنَّ مَخطُوطَةَ الرَّبَعيَّ (فضائلُ الشَّامِ وَفضلُ دِمشقَ) الوَاقِعةَ في المَجمُوعِ قَبلَ مَخطُوطَةِ الوَاسطِيِّ مُباشَرَةً فَرغَ النَّاسخُ مِن نَسخِهَا في دِمشقَ، في اليَومِ الرَّابِعِ وَالعِشرِينَ مِن شَهرِ المُحرَّمِ، سنَةَ ٥٨٣ هـ؛ وَلِأَنَّ المَجمُوعَ كُلهُ كُتبَ بِخَطٍ وَاحِدٍ، وَنُسخَ مَا بَينَ سَنتَي ٥٨٣ و ٥٨٩ هـ.

وَقَد خُتمَت مَخطُوطةُ الوَاسطِيِّ، في أَولِهَا في أَسفَلِ صفحَةِ العُنوَانِ، بَخاتَمٍ كُتبَ فِيهِ العِبارَةُ التَّالِيةُ: «وَقفُ مَكتَبةِ المَدرسَةِ الأَحمَديَّةِ في جَامعِ أَحمَدَ بَاشَا الجَزَّارِ في عَكَّا المُجدَّدةِ»، وَفِي دَاخِل إطَارِ الخَاتمِ، في آخِرِ هَذِه العِبارَةِ، كُتبَت سَنةُ الوَقفِ وَهِيَ غَيرُ مَقرُوءَةٍ في المُصوَّرتَينِ لَدَيَّ، وَيَبدُو أَنَّها غَيرُ وَاضِحةِ المَعالِمِ في النُّسخَةِ الأَصلِ المَحفُوظَةِ في عَكَّا، وَالتِي اطَّلَعَ عَلَيهَا المُستَشرِقُ بِلَمِي بِنَفسِهِ، وَلَم يَستَطِع قِرَاءَتَهَا أَيضًا (١).

أَمَّا المُحقِّقُ إسحَاقُ حسُّونُ فَقَد قَرأَهَا سنَةَ ١٣٢٣، مُتشكِّكًا في صحَّةِ قِراءَتِه بوضعِ عَلَامةِ استِفهَامٍ عَقبَ هذِهِ القراءَةِ (٢).

وَوَاضحٌ أنَّ هذِهِ المَخطُوطَةَ، بَل المَجمُوعَ كُلَّهُ، قَد اعتُدِيَ عَلَيهِ قُبَيلَ اشتِغَالِ إسحاقَ حسونِ بِهَا، فَقَد نُقلَت مِن مَكَانهَا الشَّرعيِّ الذِي حُفظَت فِيهِ سِنينَ طَوِيلَةً إِلَى الجَامِعةِ العِبريَّةِ.


(١) انظر «مكارم الأخلاق»، المقدمة بالإنجليزية، ص ٨.
(٢) انظر «فضائل البيت المقدس»، ص ٣٧.

<<  <   >  >>