** وتوبعَ يحيَى بنُ أبِي سُفيانَ، تابعَهُ:عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أبِي صعصعةَ: أخرجَهُ أحمدُ (٢٦٥٥٧)، عن جعفرِ بنِ ربيعةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ أبِي صعصةَ، عن أمِّ حكيمٍ السُّلميةِ، عن أمِّ سلَمةَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: «مَنْ أحرمَ مِن بيتِ المقدسِ غُفرَ لَهُ مَا تقدمَ مِن ذنبِهِ».وخُلاصةُ القولِ أنَّ الحديثَ ضعيفٌ؛ لأنَّ مدارَهُ علَى حكيمةِ بنتِ أميةَ أمِّ حكيمٍ، وهيَ مجهولةٌ لَم يوثِّقهَا غيرُ ابنِ حِبانَ. قالَ الشيخُ الألبانيُّ - رحمه الله - في (السلسلةُ الضعيفةُ) (١/ ٣٧٨) بَعدَ تضعيفِه لِلحدِيثِ: «قلتُ: وعلتُهُ عندِي حكيمةٌ هذِهِ؛ فإنَّهَا لَيسَت بالمشهورةِ، ولَم يوثِّقهَا غيرُ ابنِ حِبانَ (٤/ ١٩٥)، وقَد نبَّهنَا مرارًا علَى مَا في توثيقِهِ منَ التساهلِ، ولهذَا لم يَعتمِدهُ الحافظُ، فلَم يوثِّقهَا، وإنمَّا قالَ في (التقريب): «مقبولةٌ»، يعنِي عندَ المتابَعةِ، ولَيسَ لهَا متابِعٌ هَاهُنَا، فحديثُهَا ضعيفٌ غيرُ مقبولٍ، هذَا وجَهُ الضعفِ عِندِي، وأمَّا المنذريُّ فأعلَّهُ بالاضطرابِ، فقالَ في (مختصرُ السننِ) (٢/ ٢٨٥): «وقَد اختَلفَ الرواةُ في متنِهِ وإسنادِهِ اختلافًا كثيرًا»، وكذَا أعلَّه بالاضطرابِ الحافظُ ابنُ كثيرٍ كمَا في (نيلُ الأوطارِ) (٤/ ٢٣٥)» ا. هـ.• قلتُ: وكذلكَ أعلَّهُ بالاضطرابِ الإمامُ ابنُ القيمِ حيثُ قالَ في (زادُ المعادِ) (٣/ ٢٦٧): «حديثٌ لا يثبتُ، اضطرَبَ في متنِهِ وإسنادِهِ اضطرابًا شديدًا».وقالَ الذَّهبيُّ في (الميزانُ) (٣/ ٦٢٢)، في ترجمةِ «مُحمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ يُحنّسٍ»: «حديثُهُ في الإحرامِ مِن بيتِ المقدسِ لَا يثبُتُ، قالَهُ البُخاريُّ».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute