١٥٧ - حَدَّثَنَا عُمَرُ، نا أَبِي، نا الوَلِيدُ، نا إِسحَاقُ بنُ إِبرَاهِيمَ بنِ الضَّيفِ، نا هَوذَةُ بنُ خَلِيفَةَ، نا عَوفٌ، عن زُرَارَةَ بنِ أَوفَى، قَالَ: قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَمَّا كَانَت لَيلَةَ أُسرِيَ بِي، أَصبَحتُ بِمَكَّةَ، ـ قَالَ: ـ فَنَطَقتُ بِأَمرِي، وَعَرَفتُ أَنَّ النَّاسَ يُكَذِّبُونَنِي».
قَالَ: فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُعتَزِلًا حَزِينًا، فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهلٍ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيهِ، فَقَالَ كَالمُستَهزِئِ:«هَل كَانَ مِن شَيءٍ؟»، قَالَ:«نَعَم»، قَالَ:«فَمَا هُوَ؟»، قَالَ:«إِنَّهُ أُسرِيَ بِيَ اللَّيلَةَ»، قَالَ:«إِلَى أَينَ؟»، قَالَ:«إِلَى بَيتِ المَقدِسِ»، قَالَ:«ثُمَّ أَصبَحتَ بَينَ ظَهرَانِينَا؟!»، قَالَ:«نَعَم»، ـ قَالَ: ـ فَلَم يَر أَن يُكَذِّبَهُ مَخَافَةَ أَن يَجحَدَ الحَدِيثَ إِن دَعَا قَومَهُ إِلَيهِ، قَالَ: «أَتُحَدِّثُ (و/٢٤) قَومَكَ مَا حَدَّثتَنِي إِن دَعَوتُكَ إِلَيهِ؟»، قَالَ:«نَعَم»، قَالَ:«هَيهَ! يَا مَعشَرَ كَعبِ ابنِ لُؤَيٍّ! هَلُمَّ»، ـ قَالَ: ـ فَانفَضَّت إِلَيهِ المَجَالِسُ، فَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيهِمَا، فَقَالَ:«حَدِّث قَومَكَ مَا حَدَّثتَنِي»، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ أُسرِيَ بِيَ اللَّيلَةَ»، قَالُوا:«إِلَى أَينَ؟»، قَالَ:«إِلَى بَيتِ المَقدِسِ»، قَالُوا:«ثُمَّ أَصبَحتَ بَينَ ظَهرَانِينَا؟!»، قَالَ:«نَعَم»، ـ قَالَ: ـ فَمِن بَينِ مُصَدِّقٍ، وَبَينَ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأسِهِ مُتَعجِّبًا لِلكَذِبِ زَعَمَ، قَالُوا:«أَتَستَطِيعُ أَن تَنعَتَ لَنَا المَسجِدَ؟» ـ قَالَ: ـ وَفِي القَومِ مَن قَد سَارَ إِلَى ذَلِكَ البَلَدِ، وَأَتَى المَسجِدَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «فَذَهَبتُ أَنعَتُ المَسجِدَ، فَمَا زِلتُ أَنعَتُ وَأَنعَتُ حَتَّى التَبَسَ عَلَيَّ بَعضُ النَّعتِ، ـ قَالَ: ـ فَجِيءَ بِالمَسجِدِ وَأَنَا أَنظُرُ إِلَيهِ، حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عَقِيلٍ ـ أَو قَالَ: عِقَالٍ ـ، فَنَعَتُّ وَأَنَا أَنظُرُ إِلَيهِ»، فَقَالَ القَومُ:«أَمَا وَاللهِ النَّعتَ فَقَد أَصَابَ!».