للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وظلَّ هذَا المجموعُ قابعًا في مكانِه الطبيعيِّ منَ المكتبةِ الأحمديةِ، هادئًا هانئًا؛ لأنَّهُ بينَ أهلِهِ، ومعَ أقرانِهِ منَ المخطوطاتِ العربيةِ، إلَى أَن سمحَت السلطاتُ الإسرائيليةُ بزيارةِ المستعربِ الأمريكيِّ جيمز أ. بِلَمِي James A. Bellamy مدينةَ عَكَّا، بهدفِ الاطَّلاعِ علَى مخطوطةٍ مِن هذَا المجموعِ. وكانَ الشيخُ محمدُ عبدُ الحافظِ التيجانيُّ، الذِي زارَهُ المستعربُ في القاهرةِ، قَد نصحَهُ بالسفرِ إلَى عَكَّا، ورؤيةِ المخطوطةِ الأصليَّةِ، دونَ الاكتفاءِ بالاطلاعِ علَى مصوَّرَتِها في دارِ الكتبِ المصريةِ.

وسافرَ المستعربُ المذكورُ عامَ ١٩٦٣، أو بعدَهُ بقليلٍ، وأقامَ في عَكَّا يومينِ، مكَّنَهُ فيهِمَا أحمدُ إدْلِبي، أمينُ اللجنةِ الإسلاميةِ في المدينةِ، مِن تفحُّصِ المجموعِ، وتسجيلِ ملاحظاتِهِ علَيهِ، خاصةً مخطوطةَ (مكارمُ الأخلاقِ)، لابنِ أبِي الدنيَا (٢٨١ هـ / ٨٩٤ م)؛ لأنَّ المستعربَ كانَ مشغولًا بتحقيقِهَا.

وبعدَ زيارتِهِ هذِهِ لعَكَّا ببضعِ سنينَ، وقبلَ عامِ ١٩٧٠ م، وهوَ تاريخُ كتابتِهِ مقدِّمةَ (مكارمُ الأخلاقِ)، الذِي قُلنَا إنَّهُ كانَ معنيًّا بتحقيقِهِ ونشرِهِ، زُوِّدَ المستعربُ المذكورُ بصورةٍ كاملةٍ مِن أصلِ هذَا المجموعِ، إِذ كانَ قَد نُقلَ إلَى الجامعةِ العِبريةِ، علَى نحوِ مَا سيأتِي.

لَم يُترك هذَا المجموعُ في مكانِهِ المعتادِ، فقَد امتدَّت إليهِ يدُ الجامعةِ العِبْريةِ، فأخذَهُ، بالقوَّةِ والاستيلاءِ، الأستاذُ في الجامعةِ مِئِير ي. قِسْطر Meir J. Kister ، ومكَّنَ تلميذَهُ إسحاقَ حسونَ Isaac Hasson ، وهوَ يهوديٌّ أيضًا، بالاطلاعِ علَيهِ، بل وضعَهُ تحتَ تصرفِهِ لتحقيقِ إحدَى مخطوطاتِ هذَا

<<  <   >  >>