للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَكُن إِلّا أَسلِحةً في الحَربِ التِي كَانَت دَائرَةً بَينَ عَبدِ المَلكِ وَعبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ، وَمِن أَنّ استدَارةَ مسجِدِ الصَّخرَةِ إِنّما قُصِدَ بِهَا أَن يكُونَ المَسجِدُ مُلائمًا لِلطَّوَافِ بِه (١).

٧ - وَالرِّوَايةُ التِي اعتَمَدَ عَليهَا جُولد زِيهَر بِقصدِ الإِيحَاءِ أَنَّ الأُمَويّينَ هُم الذِينَ أَرادُوا أَن يُشِيعُوا في النّاسِ قَدَاسةَ القُدسِ لأَسبابٍ سِياسِيّةٍ تَعتَمدُ عَلَى مَا أَورَدَه المُؤَرّخُ اليَعقُوبِيُّ، مِن أبناءِ القَرنِ الثّالِثِ الهِجرِيِّ، ـ وَهيَ رِوَايَةٌ سَيَتبيّنُ بُطلانُهَا فِيمَا نَستقبِلُ مِن الصّفَحاتِ اللّاحقةِ ـ. قَالَ اليَعقُوبِيُّ: «وَمَنَعَ عبدُ الملكِ أهلَ الشَّامِ مِن الحَجّ؛ وِذلكَ أنّ عبدَ اللهِ بنَ الزُّبيرِ كَانَ يَأخُذُهُم إِذَا حَجُّوا بِالبَيعَةِ، فَلَمّا رَأى عبدُ الملكِ ذَلكَ مَنَعَهُم مِن الخُرُوجِ إِلَى مَكّةَ، فَضَجّ الناسُ وقَالُوا: تَمنَعُنَا مِن حَجّ بَيتِ اللِه الحَرَامِ وَهُو فَرضٌ عَلَينَا؟! فَقالَ لَهُم: «هَذَا ابنُ شِهابٍ الزُّهريُّ يُحَدّثُكُم، أَنّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسجِدِ الحَرَامِ، وَمَسجِدِي، وَمَسجِدِ بَيتِ المَقدِسِ». ـ ثُمَّ قَالَ عبدُ المَلكِ: ـ وَهُوَ ـ أَي: بيتُ المَقدِسِ ـ يَقومُ لَكُم مَقامَ المَسجِدِ الحَرَامِ، وَهذِه الصَّخرةُ التِي يُروَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ وَضعَ قَدمَه عَليهَا لَمّا صَعَدَ إِلى السَّماءِ تَقُومُ لَكُم مَقامَ الكَعبةِ». فَبنَى عَلَى الصّخرَةِ قُبَّةً، وَعلَّق عَليهَا سُتُورَ الدِّيبَاجِ، وَأقَام لَهَا سَدَّنَةً، وَأخذَ النَّاسَ بِأَن يَطُوفُوا حَولَهَا كَما يَطُوفُونَ حَولَ الكَعبَةِ، وأَقامَ بذَلكَ أيّامَ بَنِي أُميَّة»! (٢).


(١) انظر:" Journal Of the American Oriental Society," Vol. LXX ١٩٥٠: "The Historical Background Of The Erection of the Dome Of The Rock", P. ١٠٤.
(٢) انظر: تاريخ اليعقوبي، لمؤلفه أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب، المعروف بابن واضح الأخباري، المتوفّى بعد ٢٩٢ هـ، نشر النجف ١٣٥٨ هـ. (٣/ ٨٢٧).

<<  <   >  >>