للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأَحبَارِ، المتوفَّى ٣٢ هـ / ٦٥٢ م، ووَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ، المتوفَّى ١١٤ هـ/٧٣٢ م، وكانَا يهوديَّينِ فأسلَمَا (١). كانَ الأوَّلُ مِن كبارِ علماءِ يهودِ اليمنِ في الجاهليَّةِ، وأسلَمَ في زمنِ أبِي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وقدمَ مدينةَ الرَّسولِ في عهدِ عمرَ بنِ الخَطَّابِ، فأخذَ عَنهُ الصحابةُ وغيرُهم كثيرًا مِن أخبارِ الأُممِ الغابرةِ. أمَّا وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ، فإليهِ يرجعُ أكثرُ الإسرائيلياتِ المنتشرةِ في المؤلَّفاتِ العربيَّةِ. وكانَت أخبارُهُ ممزوجةً بالقَصصِ والأساطيرِ.

ولَا نشكُّ في أنَّ هذينِ المصدَرَين الأخيرَينِ، الإسرائيلياتِ والقَصصَ الشعبيَّ، علَى وجهِ الخصوصِ، قَد نالَا مِن أصالةِ كتابِ الواسطيِّ وقيمتِهِ. وبهذَا أصبَحَ مِنَ الضروريِّ التَّصدِّي لهذِهِ الإسرائيلياتِ، وكشفُ مَا تنطوِي علَيهِ مِن خرافاتٍ وأساطيرَ، وما تُخفِيهِ مِن أكاذيبَ، لا تصمُدُ أمامَ حقائقِ التاريخِ.

أمَّا المحقِّقُ والدَّارسُ إسحاقُ حَسُّونُ، فلم يخلُ في دراستِهِ مِن هوًى في نفسِهِ، الأمرُ الذِي أبعدَهُ، في كثيرٍ مِنَ الأحايينِ، عن النهجِ العلميِّ، وأقصَاهُ عن الطريقِ الأكاديميِّ الذي يسلكُهُ العلماءُ في بحوثِهِم الرَّصينةِ، إذَا مَا خلَت نفوسُهُم مِن أهواءٍ وأغراضٍ.

وهكَذَا يتَّضحُ لماذَا سطَا الصهاينةُ علَى هذِهِ المخطوطةِ العربيةِ، فأَسَرُوهَا، كما أَسَرُوا، مِن قَبلِهَا، مدينةَ عَكَّا التِي ضمَّتها بينَ حنايَاهَا أزمانًا طويلةً.

وبعدُ،،

فقَد مضَت سِنونَ، وظهرَت طبعةٌ أخرَى في القاهرةِ. والاثنتانِ غيرُ مُقنِعَتَينِ تحقيقًا ودَرسًا. فقامَ الشابُّ الطُّلَعةُ، عمرُو عبدُ العظيمِ نيازِي ...


(١) انظر في ذلك: (ضحى الإسلام)، أحمد أمين، (١/ ٣٣١ - ٣٣٢، وما بعدهما)، الطبعة السابعة، القاهرة، النهضة المصرية، ١٩٦٤ م. ولم يرد فيما وقفنا عليه من مصادر ترجمة وهب بن منبّه أنه كان يهوديًّا.

<<  <   >  >>