للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كِتَابًا مِنهَا ضَائِعًا مَع أَنّها أُلّفت في فَترَةٍ مُتأخِّرةٍ نِسبِيًّا إِذَا قِيسَت بِالكُتبِ الَّتِي أُلِّفت قَبلَ القَرنِ المَذكُورِ (١).

وَعِندَمَا نَشرَ تشَارلز مَاثيُوز كِتَابَ (بَاعِثُ النُّفُوس إِلَى زِيَارةِ القُدسِ المَحرُوس) لِابنِ الفِركَاحِ عَامَ ١٩٣٤ ذَكَرَ أَنَّ كِتابَ أَبِي المَعَالِي المُشرَّفِ بنِ المُرَجَّى المَقدِسِيِّ ـ وَهُو بِعُنوَانِ: (فَضَائلُ بَيتِ المَقدِسِ وَالخَلِيلِ عَليهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ، وَفضَائلُ الشَّامِ) ـ لَم يَكُن مَوجُودًا، وَأَضَافَ: «وَيَبدُو أَنّ كِتَابَ أَبِي المَعَالِي قَد ضَاعَ كُلِّيَّةً» (٢)، في حِينِ أَن الكِتَابَ قَد وُجِدَ فِيمَا بَعدُ وَهُوَ مِن بَينِ المَخطُوطَاتِ التِي بَينَ أَيدِينَا الآنَ (٣).

وَبِالمِثلِ، فَإِنَّ كرَاتشُكُوفِسكِي ـ المُستَشرِقَ الرُّوسِيَّ الذِي نَشرَ كِتابًا قَيِّمًا في أَوَاسِطِ هَذَا القَرنِ عن الأَدبِ الجُغرَافِيِّ العَرَبِيِّ ـ كَانَ يَعتَقدُ أَنَّ مَخطُوطَةَ ... (الرَّوضُ المُغرَّس في فَضائِلِ البَيتِ المَقدِسِ) لعَبدِ الوَهَّابِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بنِ أَحمدَ الحُسَينِيِّ غَيرُ مَوجُودَةٍ، مِمَّا دَفَعهُ إِلَى أَن يَأخُذَ مَعلُومَاتِهِ عَنهَا مِن الاقتِبَاسَاتِ الّتِي أَورَدَتهَا كُتبُ الفَضَائِلِ اللّاحِقةُ، في حِينِ أَنّ هَذِهِ المَخطُوطَةِ هِيَ الأُخرَى بَينَ أَيدِينَا الآنَ.

وَمِمّا قَد يَكُونُ سَبَبًا في تَأَخُّرِ الكِتَابَةِ في فَضَائِلِ القُدسِ بِشكلٍ تَخَصُّصِيٍّ تَأَخُّرُ الكِتابَةِ الخَاصَّةِ بِتوَارِيخِ المُدنِ في بِلَادِ الشَّامِ بِصُورةٍ عَامَّةٍ إِذَا قِيسَت بِالمُدنِ الإِسلَامِيَّةِ في أَقَالِيمَ أُخرَى. وَقَد يَصعُبُ إِعطَاءُ تَفسِيرٍ جَازِمٍ لِهذِهِ الظَّاهِرَةِ؛ إِذ إِنَّ مَا يُمكِنُ الاستنَادُ إِلَيهِ ـ في وَصفِهَا لَا في تَفسِيرِهَا ـ هُو مُرَاجَعَةُ كُتبِ التَّارِيخِ المَحَلِّيِّ المُبَكّرةِ في الأَقَالِيمِ الإِسلَامِيةِ وَربطُ كُلِّ كِتابٍ


(١) المصدر نفسه (ص: ٥)، حيث يذكر المؤلف أن عدد الكتب التي ضاعت كليَّا أو جزئيًّا يبلغ ستة عشر كتابًا.
(٢) انظر: The Journal of The Palestine Oriental Society, Vol. XIV, ١٩٣٤, p. ٢٨٧.
(٣) وقد طبع هذا الكتاب، طبعته دار الكتب العلمية، بتحقيق أيمن نصر الدين الأزهري. (عمرو).

<<  <   >  >>