للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوته في نفسه وفي مجامعته باقية، وإذا جامع الواحد منهم امرأة فإنه ينسى الدنيا وما فيها إلى أن ينفصل عن المجامعة، ونساؤها إذا بلغت المرأة خمسين سنة أو ستين أو سبعين فلا تتغير محاسنها عما كانت عليه وهي ابنة عشرين سنة، فسبحان الخالق البارئ المصور الفتاح الرزاق.

ومملكة السبع بلدان، ومملكة إرم، وفي هذا الجبل صحراء كالكهف نحو من مائة ميل بين جبال أربعة ذاهبة في الهواء. وفي وسط هذه الصحراء دائرة منقورة كأنها قد خطت ببيكار منحوتة من حجر صلد استدارتها خمسون ميلاً قطعها قائم كأنه حائط مبنى، بعد قعرها نحو من ستة أميال بالتقريب، لا سبيل إلى الوصول إلى مستوى تلك الدائرة، ويرى فيها بالليل نيران عظيمة في جهات مختلفة، ويرى بها أنهار مادة ولكن كرقة الأصابع، ويرى فيها بالنهار وقت الظهيرة أناس لطاف الأجسام جداً كالذباب، ويرى فيها دواب كالنمل، ولا يعلم من البشر هم أم من غيرهم، ولا يزال الضباب عليها والأبخرة تتصاعد منها. وعند الله علمها.

ومن وراء تلك الدائرة دائرة أخرى صغيرة قريبة العقر فيها آجام وغياض، وفيها نوع من القرود منتصبات القامات والقدود مدورات الوجوه كالآدميين، إلا أنهم ذوو شعور، وهم في غاية الفهم والذكاء، وإذا وقع القرد الواحد منهم لأحد من تلك الأرض حمله إلى من شاء من الملوك فيحصل له بواسطة ذلك الخير الكثير، لأن الملوك يرغبون في تلك القرود لخاصية فيها ويبذلون المال الكثير في القرد الواحد منها. فمن ذكائه وخاصيته أنه يقف على رأس الملك بالمذبة ليلاً ونهاراً ينش عليه ولا يضجر ولا يفتر، وإذا قدم إلى الملك طعام وضع منه في إناء وقدم إليه فإن تناوله القرد وأكله أكل الملك من ذلك الطعام وإن تناوله ورده ولم يأكل منه شيئاً علم الملك أن الطعام مسموم.

<<  <   >  >>