للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صيحة عظيمة ما سمع أهول منها، فكادت قلوبنا أن تنشق من الخوف واضطرب البحر وكثرت أمواجه وخفنا الغرق، وأتت السمكة الطالبة لتعبر خلف البغل من الظلمات إلى مجمع البحرين فلم تقدر لعظمها.

حوت موسى عليه السلام: قال أبو حامد: رأيت سمكة تعرف بنسل الحوت في مدينة سبتة، وهو الحوت المشوي الذي صحبه موسى ويوشع حين سافرا في طلب الخضر عليهم السلام، وهي سمكة طولها ذراع وعرضها شبر، وأحد جانبيها شوك وعظام وجلد رقيق على أحشائها، ورأسها نصف رأس بعين واحدة، فمن رآها من هذا الجانب استقذرها. ونصفها الآخر صحيح بهيج. والناس يتبركون بها ويهدونها إلى الرؤساء، سيما اليهود.

وسمكة كأنها قلنسوة سوداء: قال أبو حامد: رأيت هذه السمكة وفي جوفها شبه المصارين، ولا رأس لها ولا عين، ولها مرارة كمرارة البقر سوداء. فإذا صادها أحد تحركت فيسود ما حولها من الماء حتى يبقى كالحبر الدخاني، وأظنه من مرارتها، فيؤخذ ذلك الماء ويكتب به في الورق وهو أحسن من الحبر وأعظم سواداً وأثبت وأجود وأبص منه.

وسمكة: يقال لها الخطاف: على ظهرها جناحان تخرج من الماء وتطير حيث شاءت ثم تعود إلى الماء.

وسمكة تعرف بالمنارة. وهذه السمكة تخرج ببدنها من الماء وتقف على عجزها كالمنارة ثم ترمي بنفسها على المركب العظيم فتغرقه وتهلك أهله، فإذا أحسوا بها ضربوا الطبول والبوقات وأضرموا مكاحل النفط فتهرب عنهم.

وسمكة كبيرة إذا نقص عنها الماء بقيت على الطين ملقاة ولا تزال تضرب إلى

<<  <   >  >>