للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بينهما من غير واسطة، فيكتب الأمير له بخط يده لئلا يطّلع (عليه) ١ أحد من خواصه، لأنّهم إنْ أطّلعوا (عليه) ٢: أفشوا ذلك في العمّال والولاة، وسارع الجميع لإذايته، والتحرز من إطلاعه على أمورهم.

وقد قال المأمون ٣: (ما فتق علي فتق قط إلاّ ووجدت سببه جور العمّال) ٤.

ومن الاخلال بضبط هذه الأمور: ما وقع لسلطان الجزائر، حتى استولى عدوّ الدين عليه، [قال تعالى]: {إِنَّ اللَّة لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ٥.

فاجتهدوا- أيّدكم الله-!: في القيام بحقوق العباد، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاةدُوا فِينَا} أي: في حقّنا، ومن أجلنا، ولوجهنا خالصاً {لَنَةدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} أي: لنهدينهم ٦ هداية إلى طريق الخير {وَإِنَّ اللَّة لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ٧ - أي: لناصرهم ومعينهم.

وعن بعضهم: (من عمل بما يعلم، وفق لما لم يعلم) ٨.


١ - ساقطة من "الأصل" ومن "ب" و"د" والإضافة من "ج".
٢ - ساقطة من "الأصل"، والإضافة من "ب" و"ج" و"د".
٣ - هو أبو العباس، عبد الله بن هارون الرشيد بن أبي جعفر المنصور: سابع الخلفاء من بني العباس في العراق، وأحد أعاظم الملوك، في سيرته وعلمه وسعة ملكه، عرّفه المؤرخ ابن دحية بالإمام "العالم المحدث النحوي اللغوي" فقامت دولة الحكمة في أيامه، وقرب العلماء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين وأهل اللغة والأخبار والمعرفة بالشعر والأنساب. مات (سنة ٢/ ٢١٨هـ). (ابن الأثير- الكامل: ٦/ ١٤٤ / ١٤٨، البكري- تاريخ الخميس: ٢/ ٣٣٤، الزركلي- الأعلام: ٤/ ١٤٢).
٤ - نقله الطرطوشي في "سراج الملوك": ١٤١، "باب: في بيان الشروط والعهود التي تؤخذ على العمّال" وابن الأزرق في "بدائع السلك في طبائع الملك": ٣٣٥.
٥ - سورة الرعد / آية ١١.
٦ - في "ب" و"ج" و" د" (لنزيدنهم).
٧ - سورة العنكبوت / آية ٦٩.
٨ - في "الأصل" (من عمل بما لم يعلم فقد تكفّل وفق لما لم يعلم) وما أثبتناه من "ب" و"ج".

<<  <   >  >>