للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعشرين سنة، فتحيّلوا، وحملوا حتى شقّوا الصفوف، وظفروا "بجرجير"، فقتلوه، وانهزم الكفّار، وتنازعوا في قتل "جرجير"، فقالت البنت: "أنا أعرف قاتل أبي" فأمر ابن أبي سرح: أنْ يمرّ الجيش بين يديها، وهي تنظر حتى مر ابن الزبير، قالت: "هذا- والمسيح- هو: الذي قتل أبي، فقال ابن أبي سرح، لابن الزبير: "كتمتنا" قال: "قد علم الله (الذي) ١ قتله له- يعني: لم أقتله إلاّ لله- لا لما وعدت به من التنفيل" قفال ابن أبي سرح: "إذن- والله- أنفلك ابنته" فنفله إياها، وما معها، واتخذها أم ولد) ٢ اهـ.

فانظروا- أيّدكم الله-!: كيف كانت راحة المسلمين في انتداب هؤلاء الأبطال لقتله، ووفاء أميركم بوعده!.

قال المواق أيضاً: (ذكر) صاحب "عيون الأخبار" ٣ أن "مسلمة" ٤ حاصر


= افريقية زمن عثمان، بويع له بالخلافة (سنة ٦٤هـ)، وكان من خطباء قريش المعدودين، وأول من ضرب الدراهم المستديرة، له في كتب الحدبث ٣٣ حديثاً، وكانت له مع الأمويين وقائع هائلة انتهت بمقتله (سنة ٧٣هـ). (ابن الأثير- الكامل: ٤/ ١٣٥، ابن الجوزي- صفة:١/ ٣٢٢، البكري- تاريخ الخميس: ٢/ ٣٠١، الزركلي- الأعلام: ٤/ ٨٧) ..
١ - ساقطة من "الأصل" والإضافة من "ب" و"ج" و"د".
٢ - نقله الموّاق في "التاج والأكليل لشرح مختصر خليل": ٣/ ٣٧٣ ٣٧٤، "كتاب: الجهاد" وعزا نقله لصاحب كتاب "معارف الأشواق".
٣ - "عيون الأخبار" للشيخ الإمام أبي محمد، عبد الله بن مسلم، المعروف بابن قتيبة، الدينوري، النحوي، الأدبي، من المصنفين المكثرين، وكتابه هذا قد طبع، وهو كبير مشتمل على أبواب كثيرة، تجتمع في عشرة كتب وهى: كتاب السلطان، والحرب، والسؤدد، والطبائع، والأخلاق، والعلم، والزهد، والاخوان، والحوائج، والطعام، والنساء. وذكر: أنّه صنفه في الأدب والمحاضرات دالاً على معالي الأمور، مرشداً لكريم الأخلاق، زاجراً عن الدناءة والقبح، باعثاً على الصواب والتدبير، ورفق السياسة).
ومن كتبه- أيضاً-: "تأويل مختلف الحديث" و"أدب الكتاب" وغير ذلك. مات ببغداد (سنة ٢٧٦هـ). (السيوطي- بغية الوعة: ٢/ ٦٣ - ٦٤، حاجي خليفة- كشف الطنون: ٢/ ١١٨٤، الزركلي- الأعلام: ٤/ ١٣٧).
٤ - هو: مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم: الأمير، القائد، من أبطال عصره، من بني أميّة في دمشق، له فتوحات مشهورة منها "غزو القسطنطنية" و"الترك" و"السند" قال =

<<  <   >  >>