للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحيل لا تحصى- والحاضر فيها أبصر من الغائب-) ١.

وقد قال- عليه الصلاة والسلام-: "الحرب خدعة" ٢، ومعنى قوله: "خدعة"- بضم الخاء وفتحها- أي: ينقضي أمرها بخدعة واحدة ٣.

ويروى: (أن "عمرو ٤ بن عبدود": لما بارز "عليًّا"- رضي الله عنه- وأقبل عليه، قال له عليّ: "ما برزت لأقاتل اثنين" فالتفت "عمرو"، فوثب عليه عليّ: فضربه، فقال عمرو: "خدعتني" فقال: "الحرب خدعة") ٥.

وقد فعل مثل هذا: ("الهادي" ٦ - أمير المؤمنين-: لما حمل عليه


١ - نقل نحوه: ابن الأزرق في "بدائع السلك في طبائع الملك": ١/ ١٦٤، "فيما يخدع به العدوّ عند القتال" في: "الخدعة الأولى". والهروي في، التذكرة الهروية في الحيل الحربية": ٩٧ - ١٠٠، في "ضرب المصافّ ومكائد الحرب".
٢ - أخرجه أبو داود في "سننه" أنظر: "عون المعبود في شرح سنن أبي داود": ٧/ ٢٩٨، "كتاب الجهاد" باب: "المكر في الحرب".
والترمذي في "جامعه" أنظر: "تحفة الأحوذي": ٥/ ٣٢٠، كتاب: "الجهاد" باب: "ما جاء في الرخصة في الكذب والخديعة في الحرب"، وقال (حديث حسن صحيح).
وأحمد في "مسنده": ١/ ٩٠، ٦/ ٣٨٧.
وأورده ابن حجر في "المطالب العالية": ٢/ ١٩٥، وعزاه لأبي يعلى في "مسنده".
٣ - قال ابن العنابي: (و"خدعة" من الخدع- بالفتح- اظهار أمر، واضمار خلافه، تقال بفتح فسكون، وبضم فسكون، وبضم ففتح. قال المطرزي في "المغرب": "قال ثعلب: والحديث باللغات الثلاثة، فالفتح على أن الحرب ينقضي أمرها بخدعة واحدة، والضم على أنها آلة الخداع". وأما الخدعة- بضبم ففتح- فلأنها تخدع أصحابها، لكثرة وقوع الخداع فيها. وهي أجود معنى. والأول أفصح، لأنها لغة النبي - صلى الله عليه وسلم -) انتهى. (السعى المحمود في نظام الجنود: ١٦٠).
٤ - في "بط (عمراً) والصواب ما أثبتناه.
وهو: عمرو بن عبدود العامري، من "بني لؤي" من قريش. وكان فارسها وشجاعها في الجاهلية، أدرك الإسلام ولم يسلم، قتله "علي بن أبي طالب" في غزوة "الخندق" (سنة ٥هـ). أنظر: ابن أبي حديد- شرح المنهج: ٣/ ٢٨٠، الزركلي- الأعلام: ٥/ ٨١.
٥ - كانت هذه الواقعة في غزوة الخندق. أنظر: الزركلي- الأعلام: ٥/ ٨١.
٦ - أبو محمد، أمير المؤمنين، موسى الهادي بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، من خلفاء الدولة العباسية ببغداد، شجاعاً جواداً، له معرفة بالأدب، ولد بالريّ، وولي بعد وفاة أبيه =

<<  <   >  >>