للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما استولى الكافر- دمّره الله- على ثغر الجزائر ١ - أعادها الله دار إسلام- في المحرّم سنة ١٢٤٦ "ست وأربعين ومائتين وألف"، لفقت ٢ خطة مشتملة على

التحريض على الاستعداد، وعلى بعض أحكام الجهاد، وخطت بها- بعد ذلك - في بعض البلاد، خروجاً: من عهدة ٣ قوله- عليه الصلاة والسلام-: "إذا

ظهرت البدع، وسكت العالم، فعليه (لعنة) ٤ الله والعباد" ٣ ومن عهدة قوله- تعالى-: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} ٦ ومن عهدة قوله [٣٩/ب] تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} ٧ الموجب ذلك كله،


١ - أنظر: الجيلالي- تاريخ الجزائر العام: ٣/ ٣٨١ - ٣٩٤، "الحملة الفرنسية ضد الجزائر" حيث أنه في اليوم الثاني من شهر ذي الحجة ١٢٤٥هـ /٢٥ مايو ١٩٣٠م غادرت الحملة الفرنسية ميناء "طولون" بقيادة الأميرال "دوبيري" متجهة إلى الجزائر، وكان دخولها من منطقة "سيدي فرج" على بعد أربعة عشر كيلومتراً غربي العاصمة، وهي المنطقة التي اختارها لنزول الجيش بها الخبير العسكري "بوتان" الذي كان قد بعث به نابليون من قبل (١٨٠٨م)، لاختبار أرض الوطن، فاختار هذه الناحية لأن الحملة تستطيع منها أن تأتي مدينة الجزائر من خلفها بدل أن تتعرض لها من ناحية وجهها الحصين فيما لو أرادت النزول في شاطيء أو مرفأ مدينة الجزائر ذاتها، وهكذا بدون اعلان حرب أو إنذار بقتال أخذت الجيوش الفرنسية تنزل بأرض الجزائر إلى أن وقعت العاصمة في أيديهم في (١٤ محرّم ١٢٤٦هـ) الموافق (٥ جويلية ١٨٣٠م).
٢ - لفّق: ضمّ كلام الخطبة بعضه إلى بعض كما يضمّ بين شقّي الثوبين بالخياطة، فيقال لفّق بين الثوبين، أي: لأم بينهما بالخياطة. (الزاوي- ترتيب القاموس المحيط: ٤/ ١٥٨، البسناني - فاكهة: ١٣٠٥).
٣ - ساقطة من "ب" و"ج" و"د".
٤ - ساقطة من "الأصل" ومن "ب"، والإضافة من و"ج" و"د".
٥ - أورده السيوطي في "جمع الجوامع": ١/ ٧٠، عن معاذ، ولفظه:، إذا ظهرت البدع في أمتي وشتم أصحابي فليظهر العالم علمه، فإن لم يفعل فعليه لعنة الله" وعزاه للديلمي.
وكذا أورده في نفس المصدر السابق من طريق ابن عساكر عن معاذ: ١/ ٧٠.
٦ - سورة آل عمران / آية ١٨٧، وتمامها: {وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}.
٧ - سورة البقرة / آية ١٥٩، وتمامها: {وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}.

<<  <   >  >>