للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها، فلا يقلّ مع الصلاح شيء، ولا يبقى مع الفساد شيء) ١.

قال ٢: (روي: أن "المأمون ") أرق ذات ليلة، فاستدعى سميره، فحدّثه بحديث، فقال: "يا أمير المؤمنين كان "بالموصل" ٣ بومة، و "بالبصرة" ٤ بومة، فخطبت بومة "الموصل" إلى بومة "البصرة" بنتها لابنها، فقالت بومة "البصرة": لا أنكحك ابنتي، إلاّ أن تجعل في صداقها مائة ضيعة ٣ خراب، فقالت بومة "الموصل": لا أقدر٦ عليها الآن، ولكن إن دام علينا هذا الأمير سنة، فعلت لك ذلك"، قال: (فاستيقظ) لها "المأمون"، وجلس للمظالم، وأنصف الناس بعضهم من بعض، وتفقّد أمر (الولاة) ٧.

قال ٨: (واعلموا أن أعظم ما يدخل على الدول من الفساد، هو: تقليد (الأعمال) ٩ أهل الحرص عليها، لأنه لا يخطبها إلاّ لصّ في ثوب ناسك، وذئب


١ - أنظر: الطرطوشي- سراج الملوك: ١٢٣، "باب في سيرة السلطان في استجباء الخراج"، ونقله أحمد المرنيسي في "فتواه في حكم المال الذي يفرض على المسلمين": ٨.
٢ - أي: أبو بكر الطرطوشي.
٣ - مدينة مشهورة عظيمة، احدى قواعد بلاد الاسلام قليلة النطر كبراً وعظماً ومنها يقصد إلى جميع البلدان، فهي باب "العراق" ومفتاح "خراسان"، قالوا: وسمّيت بالموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق، وينسب إليها من أهل العلم كثير ومنهم: عبد العزيز بن حيان بن جابر الأزدي الموصلي، (ت ٢٦١هـ)، وأبو يعلى أحمد بن علي التميمي الموصلي الحافظ.
٤ - قال ابن الأنباري: البصرة في كلام العرب الأرض الغليظة، وهي: مدينة في "العراق"، وأخبارها كثيرة، والمنسوبون إليها من أهل العلم لا يحصون، وقد صنّف "عمر بن شبّه" و"أبو يحيى زكرياء الساجي" وغيرهما في فضائلها كتباً في مجلدات. (ياقوت الحموي- معجم البلدان: ١/ ٤٣٠ - ٤٤٠).
٥ - الضيعة: العقار، (الزاوي- ترتيب القاموس المحيط: ٣/ ٤٧).
٦ - في "ب" (أقوى) وما أثبتناه مناسب للسياق.
٧ - أنظر الطرطوشي في "سراج الملوك": ١٢٣، "باب: في سيرة السلطان في استجباء الخراج".
٨ - أي: أبو بكر الطرطوشي.
٩ - في جميع النسخ (العمّال) وهو تصحيف، وما أثبتناه قد ثبت في "سراج الملوك": ١٤١.

<<  <   >  >>