للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال "قتادة": (حتى يميز المؤمن من الكافر: بالهجرة والجهاد) ١.

وهكذا: التكالف الشرعية: من صلاة، وصيام، وزكاة، وجهاد، وحج- ونحو ذلك من الواجبات- وتحريم الربا- مثلاً- وأكل أموال الناس بالباطل، وبيع الطعام بالطعام نسيئة ٢ - ونحو ذلك من المحرمات- كلها للاختبار.

قال - تعالى-: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} ٣.

فالتكاليف ٤ الشرعية- من المأمورات والمنهيات- كلها عيار ٥ صادق للعباد، كما يعيّر الدرهم باخراج ما في بطنه للعيان بسبب إمراره وحكّه على حجارة.

قال- تعالى-: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} ٦ والفتنة: الامتحان والاختبار، بشدائد التكليف من مفارقة الأوطان، ومجاهدة الأعداء، وسائر الطاعات الشاقة، وهجرة الشهوات والملاذ، وبالفقر، والقحط، وأنواع المصائب في الأنفس والأموال، والصبر على إذايات ٧ الكفّار،


١ - نقله الخازن في "لباب التأويل وأسرار التنزيل": ١/ ٣٠٨. ولم ينسبه لقتادة.
٢ - النسيئة: التأخير، يقال: "باعه بنسيئة"، وهو: الدين المؤخر.
وربا النسيئة: هو الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن من المدين نظير التأجيل. (أبو جيب- القاموس الفقهي: ١٤٤، ٣٥١).
٣ - طرف من آيتين: سورة هود / آية ٧، وتمامها: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ ةذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}.
وسورة الملك / آية ٢، وتمامها: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}.
٤ - من بداية الخاتمة إلى هنا ساقطة من "ب".
٥ - العيار: هو ما اتّخذ أساساً للمقارنة، وكل ما تقدّر به الأشياء من كيل أو وزن، وعيار النقود: هو مقدار ما فيها من المعدن الخالص المعدود أساساً لها بالنسبة لوزنها. (المعجم الوسيط: ٢/ ٦٤٥).
٦ - سورة العنكبوت / آية ٢.
٧ - في "ب" و"ج" و"د" (اذاية).

<<  <   >  >>