للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَصَابَهُمْ ... } ١ [٥٦/ب]

والمعنى: (أنّ الافتتان والامتحان، سنة قديمة جارية في الأمم كلها، فليعلمنّ الله- بالامتحان والاختبار- الذين صدقوا في الايمان، وليعلمنّ الكاذين فيه، فيجازي الذين صبروا وصدقوا بالثواب الجزيل وعلوّ الدرجات، والذين كذبوا ولم يصبروا بالعذاب الأليم، وبكونهم في أسفل الدركات) هكذا في "الكشاف" ٢، و"البيضاوي" ٣، وغيرهما.

ولذا قالوا: (الصبر ثلاث أقسام: صبر على الطاعة، حتى يؤديها. وصبر عن المعصية، حتى يتركها. وصبر على (المصيبة) ٤، حتى لا يجزع منها) ٥.

وكلها: يشملها قوله- تعالى-: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ٦.

فشدّوا- أيّدكم الله-: على الكتاب والسنة، فإن كتاب الله هو الحكم الفاصل بين الحق والباطل، والسنة هي القسطاس العادل بين المقتصد ٧ (والمائل) ٨، ومن خرج


١ - سورة آل عمران / آية ١٤٦، وتمامها: {فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.
٢ - الزمخشري- الكشاف: ٣/ ٤٣٩.
٣ - البيضاوي- أنوار التنزيل: ٣٨٤.
٤ - في "الأصل" و"د" (المعصية) والصواب ما أثبتناه من "ب" و"ج".
٥ - قال القرطبي: (والصبر صبران: صبر عن معصية الله، فهذا مجاهد، وصبر على طاعة الله، فهذا عابد. فإذا صبر عن معصية الله وصبر على طاعة الله أورثه الله الرضا بقضائه، وعلامة الرضا سكون القلب بما ورد على النفس من المكروهات والمحبوبات). (الجامع لأحكام القرآن: ٢/ ١٧٤).
٦ - سورة الزمر / آية ١٠، وتمامها: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي ةذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
٧ - أي: المستقيم، يقال: اقتصد في أمره، استقام. (البستاني- فاكهة البستان: ١١٦١).
٨ - في "الأصل" (المال) وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من "ب" و"ج" و"د" وهو بمعنى: حاد عن الحق وعدل. (البستاني- فاكهة البستان: ٩٠١).

<<  <   >  >>