للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال- تعالى-: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ ... - النعم بالطاعات، وامتثال الأوامر، واجتناب النواهى- ... لَأَزِيدَنَّكُمْ} ١ نعمة إلى نعمة.

كما قال- تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} ٢. يعني: وكذلك من يقيم القرآن.

وحال الذين كذّبوا، كحال الأمة التي رأت لنفسها مزية، ولم تعترف بإحسان سيّدها، ولا شكرته، بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي، لأنها فرحت بالنعم لا بالمنعم عليها، فقد تعرّضت لزوالها.

قال تعالى: {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} ٣ كما قال- أيضاً-: {إِنَّ اللَّة لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ (حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ٤} ٥، وقال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ بِمَا ٦ كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} إلى غير [٥٧/ب] ذلك.

فشدّوا- أيّدكم الله-: على الكتاب والسنة (بالنواجذ) ٧ وبالغوا في إتقانهما وتحريرهما، والعمل بهما على ما تقتضيه القواعد.

فإنه: لا يعبد الله إلاّ بالعلم، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} ٨، إذ به


١ - سورة إبراهيم / آية ٧، وتمامها: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
٢ - سورة المائدة / آية ٦٦، وتمامها: {مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ}.
٣ - سورة إبراهيم / آية ٧.
٤ - ساقطة من "الأصل" ومن "ج"، والإضافة من "ب" و"د".
٥ - سورة الرعد / آية ١١.
٦ - في "ب" و"ج" (فبما) وكلاهما جائز، سورة الشورى / آية ٣٠.
٧ - في جميع النسخ (بالنواجد) وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه، وهو بمعنى: أقصى الأضراس، وهي أربعة، أو هي الأنياب، أو هي الأضراس كلها، جمع "ناجذ". ويقال: "عضّ على ناجذه": صبر على صعاب الأمور، أو بلغ أشده واستحكم، "وعضّ في الأمر بناجذة": أتقنه وعضّ على الشيء بناجذه: حرص عليه. (المعجم الوسيط: ٢/ ٩٠٩، الزاوي- ترتيب القاموس المحيط: ٤/ ٣٢٧).
٨ - سورة طه / آية ١١٤، وتمامها: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}.

<<  <   >  >>