للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} ١ - ما نصّه-: (عن "أساء بنت أبي بكر" ٢ - رضي الله عنها- قالت: "كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قرىء عليهم القرآن، تدمع أعينهم، وتقشعرّ جلودهم" قيل لها: "إن الناس اليوم، إذا قرىء عليهم القرآن خر أحدهم مغشيًّا عليه" فقالت- منكرة لذلك-: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم! ") ٣.

وقال "سعيد بن عبد الرحمن الجمحي" ٤: (مرّ ابن عمر برجل من أهل القرآن ساقط، فقال: "ما بال هذا؟ " قالوا: "إنّه إذا قرىء عليه القرآن، أو سمع ذكر الله سقط" فقال "ابن عمر": "إنا لنخشى الله ولا نسقط"، ثم قال: "إن الشيطان يدخل في جوف أحدكم، ما كان هذا صنيع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - "!) ٥.

قال "عمر بن (عبد العزيز) " ٦: (ذكر عند "ابن سرين" ٧: الذين يصرعون


١ - سورة الزمر / آية ٢٣، وتمامها: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَةدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ ةادٍ}.
٢ - من قريش، صحابية من الفضليات، آخر المهاجرين والمهاجرات وفاة، تزوجها الزبير بن العوام، فولدت له عدة أبناء، شهدت اليرموك، وكانت فصيحة حاضرة القلب واللّب. تقول الشعر، وسمّيت "ذات النطاقين" لأنها صنعت للنبي - صلى الله عليه وسلم - طعاماً حين هاجر إلى المدينة، فلم تجد ما تشدّه به، فشقت نطاقها وشدّت به الطعام، لها (٥٦ حديثاً)، ماتت (سنة ٧٣هـ). (ابن سعد- طبقات: ٨/ ١٨٢، ابن الجوزي- صفة: ٢/ ٣١، الزركلي- الأعلام:١/ ٣٠٥).
٣ - أنظر: القرطبي- الجامع لأحكام القرآن: ١٥/ ٢٤٩.
٤ - أبو عبد الله، سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله الجمحي: قاضي بغداد منشأه في "المدينة"، وهو من رجال الحديث، روى عن أبي حازم بن دينار وهشام بن عروة وسهيل بن أبي صالح وعبد الرحمن بن القاصم وغيرهم، مات (سنة ١٧٦هـ). (ابن حجر- تهذيب: ٤/ ٥٠، الزركلي- الأعلام: ٣/ ٩٧).
٥ - أنظر: القرطبي- الجامع لأحكام القرآن: ٥/ ٢٤٩.
٦ - في جميع النسخ (عباد) وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه، وقد ثبت في القرطبي: ١٥/ ٢٤٩.
٧ - أبو بكر، محمد بن سرين البصري، الأنصاري بالولاء: التابعي، العالم، الكاتب، الورع، نشأ برّازاً، وتفقه وروى الحديث، واشتهر بتعبير الرؤيا، ينسب له: كتاب: "تعبير =

<<  <   >  >>