للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الورياجلي) ١: كان متصدّراً للفتوى والإقراء- "بقصر [٥٨/ب] عبد الكريم"-٢ فجاء ذات يوم لمجلس التدريس، فلم يجد أحداً من الطلبة، إلاّ اثنين أو ثلاثة، فسأل عن

وجه تخلّفهم؟، فقالوا له: "ذهبوا مع جميع الناس إلى رجل ٣، قدم إلى البلد، يدّعي: أنه عيسى بن مريم"، فقال (لهم) ٤: "اذهبوا (بي) ٥ إليه "، فلما وصلوا إليه، وجدوه قد اجتمع عليه خلق كثير بين خادم وزائر، قال الشيخ: "أنت تدّعي أنك عيسى بن مريم؟ " فقال: "نعم" فقال له: "ومن يشهد لك؟ " فقال: "تلك الصومعة، تشهد لي" فقال: "وكيف ذلك؟! " فقال: "تشير لها، فتولول ٦، وتتمايل" فأشار لها، فولولت وتمايلت، وجميع الناس ينظرون، ويعدّون ذلك من أعظم البراهين على صدقه!.

فتقدّم الشيخ إليه، وسأله: عن التوحيد ومعتقده؟، فلم يجد عنده شيئاً، فسأله: عن بعض الفرائض والسنن؟، فلم يجب بشيء.

فوثب الشيخ عليه، ولم يجد من يعينه، إلاّ الطالبان اللّذان أتيا معه،


١ - في "الأصل" و"ب" و"ج" (المزجلي) وفي "د" (المرجاني)، وكلاهما تصحيف، والصواب ما أثبتناه كما هو ثابت في "دوحة الناشر": ٣٠.
وهو: أبو محمد، عبد الله الورياجلي: الفقيه الأجل، العلاّمة الصدر الأوحد، الذي [[. . . بياض بالكتاب المصور (قاله مُعِدُّ الكتاب للشاملة)]] درجة الاجتهاد في زمانه، من فحول العلماء الذين تشدّ إليهم الرحال، أخذ عن الإمام القوري والعبدوسي، رحل إلى تلمسان للأخذ عن الإمام "ابن مرزوق" وتولّى رياسة العلم بفاس وبها استقرّ إلى أن مات. وذكر صاحب "دوحة الناشر": (كانت وفاته في العشرة الأولى والله أعلم). (ابن عسكر- دوحة الناشر: ٣٠ - ٣٣).
٢ - في "ب" (عبد الملك) وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه، ويسمّى- أيضاً-: "بقصر كتامة"، قال محمد حجي: (هو القصر الكبير المشهور جنوبي العرائش والذي دارت بضواحيه معركة وادي المخازن الكبرى). (أنظر: هامش كتاب دوحة الناشر لابن عسكر:٣١).
٣ - اسمه: "برزيز" (ابن عسكر- "دوحة الناشر: ٣٢).
٤ - ساقطة من "الأصل" والإضافة من "ب" و"ج" و"د".
٥ - في "الأصل" (أي) والصواب ما أثبتناه من "ب" و"ج" و"د".
٦ - الولوال: البلبال، ويقال = عود مولول: مصوّت.

<<  <   >  >>