للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الطيب بن كيران ١.

٢ - أبو عبد الله محمد بن محمد بن ابراهيم الدكالي، المشترائي، الفاسي، القاضي نسبته إلى قبيلة مشتراءة من قبائل العرب، ولد بفاس (سنة ١١٦٢هـ) ونشأ بها، وكان بيته فيها بيت علم وصلاح، كان مفتي المغرب في عصره، وعليه المدار فيها، وإليه المرجع في الأحكام والنوازل.

وقد اكتسب- رحمه الله- شهرة عظيمة بين علماء عصره ومحبّة من طلبة العلم تمثّلت في النزاع الذي وقع بينه وبين قاضي فاس أبي الفضل عباس بن أحمد التاودي ٢ - في قضية الشريفين الشفشاوني والعراقي من أهل فاس، حيث آل الأسر فيها إلى السلطان المولى سليمان فأخر الفقيه أبا عبد الله عن الفتوى الأمر الذي أدّى إلى غضب جماعة من المدرسين وطلبة العلم، فكتبوا كتاباً يتضمّن الشهادة بجور القاضي المذكور وجهله ووضعوا خطوطهم، ونظموا قصيدة ٣ تتضمّن الشكوى، ووجهوا بهما إلى السلطان ٤.

وقد أخذ العلم: عن والده وعن الشيخ: الطيب بن كيران، والتاودي،


١ - أنظر: السلاوي- الاستقصا: ٨/ ١٣٣، جعفر الكنافي- الشرب المحتضر: ١٠ - ١١، محمد الكتاني- سلوة الأنفاس: ٣/ ٤ - ٥، مخلوف- شجرة النور: ٣٧٩ - ٣٨٠، التازي- جامع القروبين: ٣/ ٨٠٨، الزركلي- الأعلام: ٢/ ٢٧٥، الأخضر- الحياة الأدبية في المغرب: ٣٥٢ - ٣٥٦.
٢ - أبو الفضل عباس بن أحمد التاودي ابن سودة: القاضي الفقيه الوجيه العالم النبيه ذو الأخلاق الكريمة، أخذ علمه على يد جلّة من العلماء. مات بفاس يوم الجمعة أواسط جمادى الثانية (سنة ١٢٤١هـ). أنظر: السلاوي- الاستقصا: ٨/ ١٤٦، جعفر الكتاني- الشرب المحتضر:١٤.
٣ - قالوا في مطلعها:
يا أيها الملك الذي عدالته ... أحيت مآثرها الصديق أو عمراً
يا أيها الملك الذي مناقبه ... في غرة الدهر قد لاحت لنا قصراً
أنظر نص القصيدة بتمامها في: السلاوي- الاستقصا: ٨/ ١٤٦ - ١٤٧.
٤ - أنظر هذه الوقعة في: السلاوي- الاستقصا: ٨/ ١٤٦ - ١٤٨.

<<  <   >  >>