الْحَذف وَالتَّفْصِيل الْإِثْبَات فجَاء فِي كل سُورَة بِمَا اقْتَضَاهُ الْحَال
٢٦٨ - قَوْله {نسقيكم مِمَّا فِي بطونه} وَفِي الْمُؤمنِينَ {فِي بطونها} لِأَن الضَّمِير فِي هَذِه السُّورَة يعود إِلَى الْبَعْض وَهُوَ الْإِنَاث لِأَن اللَّبن لَا يكون للْكُلّ فَصَارَ تَقْدِير الْآيَة وَإِن لكم فِي بعض الْأَنْعَام بِخِلَاف مَا فِي الْمُؤمنِينَ فَإِنَّهُ عطف عَلَيْهِ مَا يعود على الْكل وَلَا يقْتَصر على الْبَعْض وَهُوَ قَوْله {وَلكم فِيهَا مَنَافِع كَثِيرَة وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} {وَعَلَيْهَا} ثمَّ يحْتَمل أَن يكون المُرَاد الْبَعْض فأنث حملا على الْأَنْعَام وَمَا قيل من أَن الْأَنْعَام هَهُنَا بِمَعْنى النعم لِأَن الْألف وَاللَّام تلْحق الْآحَاد بِالْجمعِ وَفِي إِلْحَاق الْجمع بالآحاد حسن لَكِن الْكَلَام وَقع فِي التَّخْصِيص وَالْوَجْه مَا ذكرت وَالله أعلم
٢٦٩ - قَوْله {وبنعمة الله هم يكفرون} وَفِي العنكبوت {يكفرون} بِغَيْر {هم} لِأَن فِي هَذِه السُّورَة اتَّصل {وَالله جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا وَجعل لكم من أزواجكم بَنِينَ وحفدة ورزقكم من الطَّيِّبَات} ثمَّ عَاد إِلَى الْغَيْبَة فَقَالَ {أفبالباطل يُؤمنُونَ وبنعمة الله هم يكفرون} فَلَا بُد من تَقْيِيده بهم لِئَلَّا تَلْتَبِس الْغَيْبَة بِالْخِطَابِ وَالتَّاء بِالْبَاء
وَمَا فِي العنكبوت اتَّصل بآيَات استمرت على الْغَيْبَة فِيهَا كلهَا فَلم يحْتَج إِلَى تَقْيِيده بالضمير
٢٧٠ - قَوْله {ثمَّ إِن رَبك للَّذين هَاجرُوا من بعد مَا فتنُوا ثمَّ جاهدوا وصبروا إِن رَبك من بعْدهَا لغَفُور رَحِيم} كرر {إِن} وَكَذَلِكَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى {ثمَّ إِن رَبك} لِأَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute