كرم الله وجهه لميكن له مال أصلا، بل النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي رباه، وذلك لأن أبا طالب كان فقير الحال وكان له عيال كثير فتشاور النبي صلى الله عليه وسلم مع عمّيه حمزةوالعباسعلى مساعدة أبي طالب في الجاهلية، فذهبوا إلى أبي طالب وطلبوا منه بعض أولاده فقال: اتركوا لي عقيلا وخذوا الباقين، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله تعالى عنه، وأخذ حمزة رضي الله عنه طالبا، والعباس جعفرا رضي الله عنهم، وتحملوا كلفتهم عن أبي طالب.
ولا يصلح علي رضي الله عنه لأن يكون مصداقا لهذه الآية لأن قوله تعالى:{الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} مانع من حمل الآية على علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، لأنه لم يكن له مال وكان في الجاهلية صغيرا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم. فلا يتصور أن يكون لأحد عليه نعمة، فلم يكن مصداقا للآية. وأما أبو بكر رضي الله تعالى عنه فكان له مال قد أنفقه في سبيل الله تعالى، وكان كبيرا في الجاهلية مستقلا بنفسه، فيمكن أن يسعفه أحد بشيء.