[صفة مداد صيني]
تأخذ من دخان الحمص المنخول عشرة أواق، ومن الباقلاء المسحوقة ثلاثة أواق وتخلطهما جميعاً بالسحق، وتصب عليهما من ماء السلق وزن خمسة دراهم وخمسة دراهم ملحاً ووزن ثلاثة دراهم قلقنتا. تسحق الجميع سحقاً جيداً، وتتركه حتى يجف ويصير ذروراً، ثم تسحق له وزن ثلاثين درهماً صمغاً عربياً وثلاثة دراهم كثيراء فيبلاَّ بالماء وتعجن به الذي سحقت، وتجعل منه أقراصاً تجفف في الظل، وتضيف عليه إذا احتجت إليه بعد السحق ماء الصمغ يأتي غاية.
[صفة مداد يشبه مداد دخان الحمص]
تؤخذ ظهور القراطيس فتقرَّب على النار وتُكب عليها جفنة لئلا تذهب قوّتها فيذهب سوادها، ثم يؤخذ هذا المحروق فيسحق، ويؤخذ ورق السلق من غير أضلاعه فيستخرج ماؤه ويجعل فيه من الصمغ والملح قدر الحاجة، ثم يغلى على النار حتى ينحلّ، وتُنزع رغوته شيئاً فشيئاً ويُرمى بها، ويجعل في طست وينخل عليه الرماد، ثم يعجن بالراحة أبداً ويدلَّك على رماد حار. تديم ذلك صدر النهار ثم ترفعه وتستعمله، فإنه يجيء جيداً.
[صفة مداد مصري عجيب]
تسرج فتيلة من زيت الفجل، وتأخذ فخارة مثل قدرة جديدة فتكبها على الفتيلة وترفعها عن الأرض مقدار ما يدخل الهواء، وتأخذ ما تعلق فيها من الدخان فتعمله كعمل دخان الحمص.
[صفة مداد من دخان الحمص]
يؤخذ دخان الحمص وينخل بمنخل شعر، ويؤخذ قدر راحتين منه وخمسة دراهم مداداً كوفياً يسحق سحقاً ناعماً، ثم يصيَّر مع الدخان في طست أو صينية. ويُنقع صمغ عربي يوماً وليلة، ثم يُدَقّ السلق ويؤخذ ماؤه ويصفى. ويؤخذ من ماء الصمغ جزآن ومن ماء السلق جزآن، فتُصَبّ على الدخان شيئاً فشيئاً وتجمعه بيدك. فإذا اجتمع تسوِّيه على بلاطة وتتركه في الظل حتى يجف، وتمسح على وجهه بشيء من ماء السلق ثم ترفعه. فإن كان المداد كوفياً كما وصفت لك أولاً فَدُقَّه واغمره بالماء كما وصفت لك، واتركه يوماً وليلة حتى يرسب، ثم خذ الماء عنه وصب عليه ماءً جديداً. افعل به ذلك ثلاثة أيام حتى يخرج الماء صافياً، ويبقى التفل أسفل ويستعمل مع الدخان وغيره.
[صفة مداد من دخان الحمص]
تأخذ الدخان وتنخله في طست، وتدق ملحاً وصمغاً عربياً وزن درهمين لأوقيتين. تدق الصمغ العربي وتستخرج ماءه، ثم لا تزال به حتى يصير مثل الطين. ثم نرفعه بعد أن تجففه وتستعمله.
[صفة مداد من القراطيس]
يؤخذ المداد الفارسي الخفيف الذي إذا كسرته لم تر فيه طيناً ولا تراباً، فينقع في ماءٍ يوماً وليلة، ثم تصب ذلك الماء وتجففه، وينقع له صمغ عربي وزن درهم، وخمسة دراهم، مداداً يسحق ويعجن بماء الصمغ ويخلط بقراطيس محرَّقه منخولة وتحشى به الدواة حتى يجف، ويوضع فيها صوفة ويكتب به فيجيء مداداً صافياً براقاً حسناً أوله وآخره إن شاء الله تعالى.
[صفة مداد الكاغد]
يؤخذ مداد فارسي جيد وصمغ عربي، من كل واحد جزء، ويدقّان ويعجنان بما العفص المصفّى، وذلك أن تأخذ عشر عفصاتٍ كباراً فترضّها وتصب عليها نصف رطل ماء. فإذا أردت أن تكتب به مددته بماء العفص، وكلما جفّ المداد اسقه بماء وزاج فإنه لا يمحى ولا يترك الكاغد. فإذا أردت أن لا يقع عليه الذباب فزِدْ عليه جزءاً من شحم الحنظل.
[صفة مداد كلخ]
خذ كلخاً عربياً فاحرقه إحراقاً جيداً، ثم اسحقه سحقاً ناعماً في صلاية أو بلاطة بالماء، واجعل فيه صمغ القرظ واصنعه أقراصاً. وجففه في الظل وأذبه بماء الصمغ واكتب به فإنه يجيء حسناً.
[صفة مداد كوفي]
خذ خرقاً فاحرقها واجعل عليها إجانة بعد ما تحرق، ثم اتركها يوماً وليلة حتى يبرد ما فيها، ودقه واعجنه بلبن ثم هيئه أقراصاً وجففه في الظل، واجعل عليه عند عجنك إياه صمغاً عربياً مبلولاً فإنه يجيء مداداً جيداً.
[صفة مداد عراقي]
تأخذ من المداد الكوفي ثلاثة أجزاء، ومن اللازورد جزء ومن اللك جزء، وتمزج الجميع في قارورة وتجعل فيها ليقة وتكتب به.
[صفة مداد آخر زجاجي]
خذ شيئاً من الزجاج واسحقه ناعماً واسقه الماء حتى يصير مثل العجين ثم اغسله حتى يذهب سواده ويخلص الزجاج، فاجعله في قارورة واسعة الفم، واجعل فيه شيئاً من صمغ عربي وخلّ خمر، وعلٍِّقه في الشمس سبعة أيام في الصيف أشد ما يكون الحر، وحرّكه كل يوم، وكلما جف اسقه خل الخمر. فإذا أردت أن تكتب به فحرِّك الزجاج واستمد بقلم النحاس واحفظ الإناء من الغبار.
[صفة مداد آخر]
تأخذ من المداد جزءاً، ومن الإسفيداج جزأين وتمزجهما وتكتب به فإنه غاية.
[صفة مداد رصاصي]
تأخذ الإسفيداج الرصاصي وتعجنه بخلّ نظيف، وتجعله في قدر مطيّنة بطين الحكمة، واجعلها في أتون الزجاج الأعلى ثلاثة أيام، ثم اخرج ما فيها واسحقه وصبّ عليه خلاَّ
وشيئاً من الصمغ واكتب به.
[صفة مداد آخر]
تأخذ أي دخان أردت فيسحق سحقاً ناعماً ثم يغربل بغربال صفيق ثم تأخذ ورق السلق فتعصر ماءه وتعجنه به عجناً جيداً حتى يصير مثل العجين اللين، وتجعل في كل أوقيتين من المداد خمسة دراهم من الصمغ العربي، وتجعل عليه شيئاً من صمغ القرظ، وتنضح عليه شيئاً من الخل، ويترك حتى يخمر. ثم تدهن بلاطة بماء الكافور، ويبسط عليها حتى ينشف، ثم يعمل طوابع على قدر المراد فإنه يكون عجيباً إن شاء الله تعالى.
[صفة مداد القراطيس]
تأخذ مداداً فارسياً وصمغاً عربياً من كل واحداً جزءاً، وقراطيس محرقة نصف جزء، فيدق ذلك وينخل ويعجن ببياض البيض ويتخذ منه بنادق، ويجفف ويجعل في الدواة ويكتب به فإنه مداد فائق السواد.
[صفة مداد آخر]
تأخذ جريد النخل اليابس فنقطعه مقدار إصبع إصبع ثم تجعله في قدر مكسورة وتدخلها في تنور أو فرن، وتخرجها من الغد وتسحق ما بها وتعجنه بماء صمغ وتكتب به.
[صفة أخرى]
يؤخذ مداد فارسي جيد وصمغ عربي وعفص من كل واحد جزء وقراطيس محرقة نصف جزء، فيدق ذلك وينخل ويعجن ببياض البيض ويتخذ منه بنادق، ويجفف ويجعل في الدواة ويكتب به، فإنه مداد فائق إن شاء الله تعالى.
[صفة مداد يصنع للملوك خاصة]
يؤخذ من دخان المَيْعَة المصعَّد ودخان السندروس ودخان اللادن مجتمعة أو متفرقة، ويكون لدخانها سواد عظيم. ويعمل أيضاً من دخان الزفت ودخان الكبريت مداد.
وإن أردت أن لا تعفن الليقة التي في الدواة ولا يكون لها رائحة رديئة، خذ المداد فاجعله في إناء نظيف، ثم صب عليه ماءً صافياً قدر ما يغمره، ثم صَفِّه من مائه، ثم بدِّل له الماء
ثلاثة أيام، ثم صَفِّه في الهاون وصب عليه ماء السلق ولبناً حليباً وشيئاً من ملح الطعام وصمغاً عربياً، ثم اضربه في الهاون حتى يصير مثل الغراء، ثم ارفعه لوقت الحاجة إليه. فإذا أردت أن تكتب به تحلّ منه شيئاً بماء وتكتب به إن شاء الله تعالى.