أن تأخذ برنية ملطوخة من الداخل والخارج إلطاخاً جيداً، وتأخذ رؤوس المسامير النقية من الصدأ فترميها في البرنية وتملأها خلا حاذقاً وتتركه يومين أو ثلاثة حتى يأخذ قواه ويستوي - وإن طرحت قشر الرمان فهو أجود - فإذا رأيته قد استوى فخذ عوداً ولفّ عليه صوفة أو قطعة لباد وشدها عليه، ثم اغمسها فيه واصبغ به. وإياك أن يصيب يدك فيسوِّدها. فإن أصاب يدك فاغمسها في ماء ليمون فإنه يخرج. وكذلك البقم يخرجه ماء الليمون. وتعيد عليه دفعة ثانية، ثم تعركه، ثم تغسله لوقته ولا تؤخره وإلا احترق وتلف. فإذا غسلته فابشره وأعده للغسل واصبغه على ما رسمت. فإن أردت أن يحسن سواده وضعته في ماء إهليلج أصفر، وإلا فقشر الرمان تنقعه في ماء حتى يخرج لونه وهو مبلولٌ وتتركه حتى يجف.
فإن أردت أن تصبغه أصفر وهو لونان فمنه نارنجي ومنه أصفر، فأما النارنجي فإنك تخلط العكر مع الزعفران وتصبغ به الجلد. وهو إما أن يكون الجلد مبلولاً كله أو يابساً كله لئلا ينتقع. وإن أردت أن تصبغ بعكر وحده فهو يجيء مخالفاً لهذه الألوان، وإن كان بزعفران وحده فهو أصفر. وتسقى هذه الألوان كلها بماء الإهليلج الأصفر وذلك بان تسقيه وتمرّ بالسواك الشعر عليه إن كان منقوشاً، وإن كان ساذجاً بحتاً فبالليف فاعرفه.
والليف نوعان: فنوع منه دقيق صافي اللون رقيق الشعر، وصنف منه أنطاكي غليظ الشعر أسمر اللون.