يؤخذ من أجنحة النسور ما غلظ من الريش، ويُتخيَّر منها الموضع الصفيق الصلب فيجرَّد
ثم يبرى بالمقص لأن السكين لا تستقيم فيه، وتُجعل جلفته قصيرة، ويزال الشحم منه ليرقّ ويصلح للرسم والتسطير. ويكون المقص الذي يبرى به قلم الريش قصير الرأس قاطعاً رقيق الحدّ
[صفة عمل قلم الشعر:]
يؤخذ شعر ابن عُرْس فتؤلف رؤوسه الدقاق كلها إلى جهة واحدة، ثم يُخرط عود من عود هندي أو صندل أو عاج أو أبنوس ويكون رقيقاً ليخفّ على اليد، ويجعل له في رأسه موضع للشد، ويلف الشعر عليه دائراً برأسه بعد أن يُدهن رأسه بغراء السمك ليمسك الشعر - وأدق أقلامها ما كان على أربع شعرات. ويُعمل ما هو أدق من ذلك لكن هذا أقوى - ويشدّ بخيط من حرير. ثم يؤخذ الدهن الصيني المعمول بالسندروس، ويسحق الزبدي سحقاً ناعماً ويذرّ على الدهن، ثم يدهن به على الخيط الحريري المشدودّ به الشعر، ويجعل حتى يجف ويصير مثل الرخام صلابة وجمالاً. فإذا غسل بالماء لا يتغير ولا ينحل.
ويعمل منها الغليظ والرقيق. ويجب أن يستعمل لكل صبغ قلمان: غليظ ودقيق، وللسواد خمسة منها أربع دقاق وواحد بين الدقة والغلظ.
وإن عدم هذا الشعر يستعمل بدله شعر آذان البقر ويُشَدّ مثل شده. وكل شعر يشبهه في الصلابة ودقة الرأس والقصر يقوم مقامه وينوب منابه.