تأخذ الماء الذي يسيل من التوت الشامي فتلقى فيه صمغاً عربياً مسحوقاً وقليل ماء عفص أخضر، ولا تكثر من ماء العفص فتحرقه. وعلِّقه في الظل وألق فيه كل يوم وزن درهم صمغاً - تفعل به ذلك خمس مرات في خمسة أيام - على نصف رطل من ذلك الماء، وتكتب به إن شاء الله تعالى.
[صفة حبر المصاحف:]
خذ عفصاً فرُضَّه قليلاً على أمثال الحمّص، ثم كيله وصيره في طنجير، وصب عليه من الماء على الواحد ثلاثة أجزاء، ثم أوقد تحته حتى يرجع إلى جزءين وبرِّده وصَفِّه وألق فيه من الزاج الأخضر ما يكفيه ومن الصمغ العربي لكل جزء من الماء جزءاً ونصف صمغاً عربياً، ثم اكتب به. وبعضهم يطبخه حتى يرجع الماء إلى الثلثين أو الثلث إلى ما تراه.
[صفة حبر لأصحاب المصاحف:]
يؤخذ من العفص الأخضر المرضوض جزء فيُصبّ عليه خمسة أجزاء من الماء، ويطبخ حتى يصير جزءاً ونصف أو جزءاً واحداً، ثم يصفَّى ويصيَّر في قارورة من الزجاج ثم يؤخذ الزاج فيصيَّر في إناء ويصب عليه مثله من الماء ويصير في الشمس ثلاثة أيام أو أربعة. ثم يؤخذ من ماء العفص جزء ومن الزاج جزء فيخلطان، وتكون قد أخذت صمغاً عربياً قبل ذلك فتصبّ عليه ماءً وتتركه في الشمس يوماً أو أكثر حتى يذوب، ثم تأخذ منه جزءين فيخلطان بالماءين ثم تحركه جيداً وتكتب به. فإذا أردته شديد السواد فألق فيه نصف أوقية حلفاء محروقة مسحوقة ودعه ساعة واكتب به.