وبعد أن ساق القرآن هذه الحقيقة الكونية، ترك لكل عصر أن يفهمها في حدود فكرة وحضارته.
عصر السلف الصالح .. وفهمهم للآية ..
فسّر ابن عباس - رضي الله عنه - (المماثلة) في - الآية الكريمة. بأنها في توحيد، وتسبيحة، وتحميده.
ويؤيّد هذا الفهم قوله تعالى " والطير صافات كلُّ قد علم صلاته وتسبيحه "النور ٤١
وفسّرها سفيان بن عيينه بأنها: المشابهة في الطباع، بين الناس والحيوان.
" الفخر الرازي ج ٢ ص ٢١٣ "
وفي الكشاف: قال الزمخشري " أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ " في حفظ أحوالها، وعدم اهمال
أمرها، وسعها الله بسلطانه، وانطوت تحت علمه." ج ٢ ص ١٧ "
ونقل القرطبي عن الزجاج قوله (أَمْثَالُكُمْ) في الخلق والرزق والموت والبعث
" ج٢ ص ٤٢٠"
هذه أشهر آراء المفسرين - رضي الله عنهم.
وأوضح للقارئ الكريم أنها متقاربة في المعنى، وجيدّة، ومع ذلك فأنا أشعر أن هذا الآراء تفسير للآية الكريمة ببعض معانيها، لأن معاني القرآن لا يحيط بها سوى الله سبحانة وتعالى.
الآية الكريمة وتحارب العلماء ..
جاء في دائرة معارف القرن العشرين " مادة نحل " ما يلي ..
للنحل في حياته نظام عجيب جداً، فهو يعيش مجتمعا كالإنسان، وله نظام يحير الألباب، وقانون يسير عليه في جميع أموره " ج ١٠ ص ٨٤ "
فعالم النحل تحكمه أنثى، وهي لا تحمل بيدها سياط التعذيب، ولا تفصح بالوعيد، ومع ذلك يؤدي كل كائن ما خلق له.
وإذا كانت هندسة البيوت تحتاج إلى تخصص، فمملكة النحل برعت في هذا الجانب. وبيوت النحل تشهد.
ونظام السعي على المعاش في مملكة النحل - آية لا تقل عن عظمة البناء، وهندسة السكن في هذه المملكة آية لمن خلقها.