تخرج نحلة لاستطلاع مكان الرزق، فإذا جذبها رزقها إلى مكان به زهر (ترقص عادة) .. لتحدد بشكل رقصتها، وعدد دورانها حول نفسها ونوع الأعضاء التي استخدمتها في الرقص، تحدد بكل هذا - نوع الطعام الذي عثرت عليه، وبعده عن مكان الخلية. لتنطلق جماعتها إليه فالنحل (أمم أمثالنا).
قال تعالى " وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ "
والنمل أمم أمثالنا ..
لا يعرف كلمة " أنا "
لأنه يقول دائماً " نحن "
ولا يعرف الحقد على أبناء جنسه. فالتعاون فطرته، وحسبه شهادة القرآن بذلك:
قال تعالى " حتى إذا آتوا على داود النمل قالت نملة: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}
إنه الإنصاف
فمع حرصها الشديد على قومها، أعطت جيش سليمان العذر في قولها:
{وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} فجيش سليمان لا يتعمد إيذاءهم. ولو وطئهم بأقدامه فذلك لعدم شعوره بهم.
علم التخزين ..
النمل أستاذ هذا العلم
كيف يخزّن الحبوب في جوف الأرض ولا تنبت؟!
لقد اكتشف العلماء أن النملة تكسر الحبَّة إلى نصفين - حتى لا تنبت.
أما إذا كان بالحبّة " جنينان " {مثل الكبر} فأن فلقها إلى نصفين لا يمنع من الأنبات، لذلك فأن النملة تقسمها أربعة أقسام، حتى لا تنبت!!
وعندما تخاف على غذائها من الرطوبة، تخرجه إلى الشمس سالمة من نهار ثم تعيده بعد جفافة.
أما النملة البيضاء، فتأكل غذاءها، ثم تخرج الفضلات، ثم تأكلها عدة مرات حتى لا تبقى فيها آية قيمة غذائية، وبعد ذلك تبنى بيتها بهذه الفضلات فهي غاية في الاقتصاد.
وإذا كان البشر قد توصل إلى صنع أجهزة (تكييف الهواء) فمنذ عهد قريب فأن النملة البيضاء، تكيف هواء بيتها، عندها تبنى مدخل البيت أنفاقاً ضيقة وتبنى الجزء الصالح للسكن من الخلف، فيظل البيت دافئاً. والعجيب أن النمل يقوم بدفن موتاه. ولكنه لا يجلس للعزاء، فهو عالم جاد، متعاون، فهو أمم أمثالنا.